“ثلاث بنات” هو عنوان الكتاب الذي كتبته ليتي كوتين بوغريبن، وهو عمل أدبي يقدم للقارئ تجربة غنية ومعقدة لحياة ثلاث شقيقات، شوشانا، لياه، وراشيل، اللواتي يعيشن في عوالمهن ومشاكلهن الشخصية المتشابكة.
تدور أحداث الرواية حول شوشانا، أصغر الأخوات والتي تتحكم في كل شيء في حياتها، حيث ينقلب عالمها رأسًا على عقب عندما يتناثر مذكراتها في الهواء بفعل الرياح. يدفعها هذا الفوضى المتسببة واقتراب عيد ميلادها الكبير لمواجهة “العين الشريرة” وإعادة تقييم حياتها المرتاحة. وخلال هذه العملية، تشعر بأنها مضطرة لبدء عملية تصالح بين شقيقتيها المتباعدين، لياه وراشيل، وبين لياه ووالدهما سام، الذي يعتبره الجميع ربانيًا كاريزميًا على المنبر ومُستعصٍ على من يحبه.
لياه، أستاذة إنجليزية مبدعة وزعيمة غير متحولة على اليسار، تتحدث ببلاغة وبلفظ غير لائق، مدافعة عن حقوق المرأة وزوجة وأم متعارضة بشغف، تفاجأ فجأة بفكرة فقدان الزوج الذي اعتبرته دائمًا مأخوذًا في حياتها.
أما راشيل، فهي عبقرية جنسية، مثالية في الأعمال المنزلية، وأم لخمسة أطفال، قد غطت على خسائرها بانضباط الرياضي وعمليات تضحية تقترب من التضحية بالنفس. عندما تشهد بلوغ نهاية الألفية، ترى عالمها الذي بنته بعناية يتلاشى، لكن في الركام تكتشف المرأة التي كان من المفترض أن تكون عليه.
بينما تصل علاقات لياه وراشيل بزوجيهما إلى نقطة الأزمة، تشرف شوشانا على لقاء الأخوات العنيدات. لكن الخلاف بين لياه ووالدهن يظل صعبًا وغامضًا حتى أحداث ليلة رأس السنة تشعل الألعاب النارية في العائلة.
هذه الرواية الأدبية تجسد العديد من الجوانب الإنسانية والعلاقات العائلية المعقدة، وتأخذ القارئ في رحلة مثيرة من الصراع والتصالح، ممزوجة بلمسات من الفلسفة والثقافة اليهودية. صدرت هذه الرواية عن دار النشر فارار، ستراوس وجيروكس في شهر أكتوبر من عام 2002، وتُعد إضافة قيمة إلى مكتبة الأدب العالمي.