تُعد مساهمة ويليام ج. ريدين في مجال الإدارة وتحديداً من خلال كتابه “الإدارة الفعالة بالأهداف: طريقة الأبعاد الثلاثة لإدارة بالأهداف”، نقطة تحول في كيفية فهم وتطبيق إدارة الأهداف في البيئات التنظيمية. نُشر هذا العمل في يناير عام 1971 عبر دار نشر ماكجرو هيل، وقد أثرى النقاش الدائر حول الإدارة الحديثة وأساليبها.
ينطلق ريدين في كتابه من فكرة أساسية مفادها أن النجاح في الإدارة يتطلب أكثر من مجرد تحديد الأهداف؛ إذ يُعتبر تنفيذ هذه الأهداف بفعالية من خلال إدارة بُعدية ثلاثية أمرًا حيويًا. هذه الأبعاد الثلاثة تشمل الإدارة بالأهداف نفسها، ومهارات الإدارة الفعالة، وأخيرًا، التفاعل البشري داخل البيئة التنظيمية. يشدد ريدين على أن الانسجام بين هذه العناصر والتوازن بينها يُعد أساسيًا لتحقيق النجاح.
يتمحور الكتاب حول الأسلوب الذي يمكن للمديرين اتباعه لتحقيق أقصى قدر من الفعالية والكفاءة في قيادة فرقهم ومنظماتهم نحو تحقيق الأهداف المرسومة. يرى ريدين أن عملية الإدارة بالأهداف تتطلب تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس، وتحديد المسؤوليات بدقة، وكذلك إنشاء معايير لتقييم الأداء. علاوة على ذلك، يؤكد على أهمية التغذية الراجعة كأداة لتحسين الأداء المستمر وتعزيز التطوير الشخصي والمهني للموظفين.
يُقدم الكتاب، من خلال تحليلاته وأمثلته، رؤى قيمة حول كيفية تنفيذ الإدارة بالأهداف بطريقة تجعل من الممكن للمنظمات التكيف مع التغيرات السريعة في البيئة التجارية. يُشير ريدين إلى أن القدرة على التكيف والمرونة في التخطيط وتنفيذ الأهداف ليست فقط ضرورية للنجاح ولكنها أيضًا تعزز الابتكار والإبداع داخل المنظمة.
إضافةً إلى ذلك، يتعمق الكتاب في تحليل دور القيادة وأثرها على تحفيز الموظفين وتشجيعهم على تحقيق أفضل أداء ممكن. يُبرز ريدين الحاجة إلى قادة يمكنهم ليس فقط وضع رؤية واضحة ولكن أيضًا إلهام فرقهم للسعي نحو تحقيق هذه الرؤية بحماس وإصرار.
في الختام، لا يُعد كتاب “الإدارة الفعالة بالأهداف: طريقة الأبعاد الثلاثة لإدارة بالأهداف” مجرد مرجع للمديرين والقادة الراغبين في تحسين أساليب إدارتهم فحسب، بل إنه يُقدم أيضًا نظرة شاملة على كيفية بناء وتنمية المنظمات بطريقة مستدامة ومتكاملة. يُظهر الكتاب بوضوح أن النجاح في العالم التنظيمي المعقد يتطلب أكثر من مجرد رؤية وتحديد الأهداف؛ إذ يتطلب أيضًا فهمًا عميقًا للعمليات الإنسانية التي تدعم هذه الأهداف وتؤدي إلى تحقيقها.