يعتبر كتاب “طريقة التحليل النفسي والعقيدة الفرويدية” للمؤلف رولان دالبيير واحدًا من الأعمال العلمية المميزة التي تستكشف جذور النظريات النفسية والعقائد الفرويدية. فالعنوان نفسه يلمح إلى عمق الموضوع المعالج وتأثيراته الفلسفية والنفسية، إذ أصبحت نظرية فرويد الشهيرة في هذا الميدان ليست مجرد نظرية علمية بل أصبحت عقيدة تجذب أتباعها وتواجه خصومًا متعصبين.
ويتناول الكتاب في ثمانية فصول متنوعة، حيث يبدأ بفصل يستكشف سيكوباتولوجية الحياة اليومية، والذي يتألف من ثلاثة أبحاث تحليلية تتناول مواضيع مثل فقدان الكبت والكبت غير التام والكبت التام. يليه فصل مخصص لدراسة الحلم بشكل متعمق، حيث يتناول الحلم قبل فرويد وبعده ويقدم تحليلًا لعناصر الحلم ومصادره وآليات إعداده.
ومن ثم، يتناول الكتاب موضوع الحياة الجنسية في فصل منفصل يشمل مراحلها وأنواع الانحرافات وأسبابها، ويتبعه الفصل الرابع الذي يتعمق في النظرية العامة للعصابات مشرحًا سيكولوجيتها وأسبابها ويختم بالعلاجات التحليلية لها.
ومن المهم أيضًا أن يلاحظ القارئ أن الكتاب يكرس فصلًا كاملاً لعصابات أخرى مثل الهستريا والعصاب والوسواسي والصرع النفسي، مما يوفر له رؤى عميقة في هذه الاضطرابات النفسية المعقدة.
ويختم الكتاب بثلاثة فصول تتناول العته المبكرة والهوس الاكتئابي والآلية العقلية، ليكون الختام بشرح شامل لبنية الجهاز النفسي، مما يضيف بعدًا فلسفيًا ونفسيًا عميقًا لفهم الإنسان وطبيعة عقله وتفاعلاته.
ومع مجموع 420 صفحة، تقدم دار الفكر المعاصر هذا العمل القيم ضمن فئة الفلسفة وفرعها علم المنطق، مما يضع القارئ في رحلة معرفية مثيرة ومثمرة تستحق الاستكشاف والتأمل.