“حال الأمة ما بين تمادي الطغاة وتقصير الدعاة” للكاتب محمد المقابلة، يعتبر من الكتب التي ترصد وتحلل الوضع الراهن للأمة الإسلامية بشكل شامل وعميق، حيث يركز على التناقضات والتحديات التي تواجهها في العصر الحديث. تبدأ الكتاب بوصف واقع الأمة اليوم، حيث يُظهر المؤلف الصورة الصادمة لحالها، والتي تتمثل في الضياع والتشتت والانقسامات الداخلية التي تعاني منها. يستخدم المقابلة تشبيهات مؤلمة لوضع الأمة، مثل الوصف بأنها “تائهة في دروب العثرات والحَلَك”، مما يعكس مدى الانحدار الذي وصلت إليه.
علاوة على ذلك، يسلط الضوء على تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعصف بالأمة، وكذلك يستعرض التحديات الفلسفية التي تواجهها في مواجهة التحديات الحديثة، مما يؤدي إلى تأزم الأوضاع وتعقيد المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. كما يتناول المؤلف دور الطغاة والدعاة في هذا السياق، حيث يشير إلى تمادي الطغاة في استغلال السلطة واستبدادها، وتقصير الدعاة في تحقيق رسالتهم الإصلاحية والتوجيهية بشكل فعّال.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم المؤلف بتحليل عميق للأسباب والعوامل التي أدت إلى تدهور حال الأمة، مشيرًا إلى العوامل الداخلية والخارجية التي ساهمت في تفاقم الأزمات، مثل الفساد، والتخلف التكنولوجي، والتدخلات الخارجية. ومن خلال رصده لهذه العوامل، يسعى المؤلف إلى إيجاد مسارات وحلول لإعادة الأمة إلى الطريق الصحيح وتحقيق التقدم والازدهار.
ومن الجوانب البارزة في الكتاب أيضًا، الاهتمام بالجانب الفلسفي والفكري، حيث يقدم المؤلف تحليلاً نقديًا عميقًا للتيارات الفكرية والفلسفية التي تؤثر في الأمة وتوجه تفكيرها وسلوكها.
بشكل عام، يعد “حال الأمة ما بين تمادي الطغاة وتقصير الدعاة” عملًا فلسفيًا مميزًا يستحق القراءة، حيث يقدم تحليلًا شاملاً للوضع الراهن للأمة الإسلامية ويسلط الضوء على العوامل التي تؤثر فيها، بالإضافة إلى استعراض حلول ومسارات لتخطي الأزمات وتحقيق التقدم والازدهار.