يعتبر كتاب “النظام السياسي العربي والديمقراطية”، الذي ألفته مجموعة من المؤلفين البارعين، عملًا استثنائيًا يجمع بين دفتيه مجموعة قيّمة من المحاضرات التي تم تقديمها في منتدى عبد الحميد شومان الثقافيّ، خلال العام 1999 وجزء من العام 2000. يأتي اختيار النماذج السياسية العربية كمحور رئيسي للبحث في هذا الكتاب كنتاج لرغبة الكتّاب في تتبّع وتحليل التطورات الإيجابية التي تشهدها تلك النماذج. يركزون في ذلك على جوانب متنوعة مثل حرية التعبير، والتعددية السياسية، والعملية الانتخابية، وتداول السلطة بأشكالها المتنوعة.
ما يميّز هذا الإصدار هو التنوع الكبير في خلفيات المحاضرين وتوجهاتهم السياسية، إذ يمتازون بأصول متنوعة في سبع دول عربية مختلفة. ومع ذلك، يتفقون تقريبًا بشكل ملحوظ في تقديم تشخيص دقيق ووصف شامل للأوضاع السياسية والتجارب في هذه الدول. يسعى الكتاب جاهدين إلى استكشاف إمكانيات التطوير المستقبلي في جوانب مختلفة من العملية الديمقراطية، على الرغم من بطء الإيقاع الذي قد يكون واضحًا في بعض الأحيان. تظهر الدراسات المقدمة في الكتاب مؤشرات إيجابية لتطور الديمقراطية في المنطقة، مما يشير إلى الإمكانيات الواعدة على الرغم من التحديات والتباين.
الكتاب يتسم أيضًا بالإصرار على أهمية مواصلة النقد والتقويم، ونشر الوعي حول ضرورة تعزيز ممارسات الديمقراطية في الوطن العربي. يُظهر هذا الالتزام الحقيقي من قبل النخب السياسية العربية الفاعلة في التأكيد على ضرورة تحقيق المنهج الديمقراطي رغم كافة العقبات والتحديات التي قد تعترضه. يبرز الكتاب كنزًا من المعلومات حول السياسة العربية، ويشكل مرجعًا قيمًا لفهم التحولات السياسية والديمقراطية في المنطقة، وذلك من خلال تحليل متقن ومتوازن للأوضاع الراهنة والتحديات المستقبلية.