“المشروع الشرق أوسطي”، للكاتب محمد علي سويب، يعتبر عملاً فريداً ومثيراً يلقي الضوء على تحولات الساحة السياسية في الشرق الأوسط، مستقصياً تأثيراتها على القضايا الوطنية والإقليمية. يشكل هذا الكتاب مرجعاً هاماً للباحثين والمحللين الذين يسعون لفهم عمق وتعقيدات الأحداث الجارية في المنطقة.
في هذا السياق، يقوم الكاتب بفحص “المشروع الشرق أوسطي” من خلال عدسة تحليلية منهجية تستند إلى دراسته العميقة للأحداث التاريخية والتطورات السياسية. يعكس الكتاب بوضوح رؤية الكاتب تجاه مفهوم “المشروع الشرق أوسطي” ويقدم فهمًا جديدًا ومتقدمًا لهذا المفهوم، الذي أثار اهتمام العديد من الخبراء والمحللين.
من خلال تتبع تطورات المنطقة عبر الزمن، يرتبط الكتاب بشكل خاص بالأدبيات الإسرائيلية ويقدم تحليلاً عميقاً لمفهوم عزل القومية العربية عن مجالها الاستراتيجي، وكيف أصبحت مجرد “تابعاً” للهيمنة الإسرائيلية. يسلط الضوء على الأحداث الرئيسية التي ساهمت في بناء هذا المشروع، بداية من اتفاقية “كامب ديفد” وصولاً إلى اتفاقيات السلام الأخرى، حيث تمثل هذه الاتفاقيات نقاط تحول استراتيجية في المنطقة.
وفي سياق ذلك، يناقش الكتاب الهدف الاقتصادي للمشروع، الذي يتمثل في ربط اقتصاد الدول العربية بإسرائيل بهدف استكمال هيمنتها على المنطقة وثرواتها. يقدم الكاتب تحليلاً دقيقاً لتلك الاستراتيجية الاقتصادية وكيفية تأثيرها على مستقبل المنطقة، مما يجعل هذا الكتاب ليس مجرد قراءة سياسية بل مصدراً مفصلاً وشاملاً للفهم العميق لما يجري في الشرق الأوسط.
تأتي هذه الأفكار والتحليلات ضمن صفحات “المشروع الشرق أوسطي”، الذي يمتد لـ 209 صفحة، وينشر تحت لواء “منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام”، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه هذه اللجنة للأعمال ذات القيمة السياسية والثقافية.
إن “المشروع الشرق أوسطي” يندرج ضمن فئة الكتب السياسية، وتحديداً في فرع السياسة الدولية، حيث يثبت نفسه كمصدر قيم وموثوق لفهم التحولات الجارية في المنطقة. يأتي الكتاب بغلاف عادي، يمثل تلخيصاً بسيطاً لمضمونه المعقد والمتنوع.