في “الإرهاب والليبرالية”، يقدم بول بيرمان تصوّرًا استعراضيًّا لاستجابة ليبرالية هجومية تجاه الهجمات الإرهابية. يعد بيرمان واحدًا من أبرز المفكرين العامين، حيث قضى حياته المهنية في كتابة حول الحركات الثورية وجوانبها الاستبدادية. يشدد هنا على أننا في حرب الإرهاب لا نواجه صراعًا بين الغرب والإسلام، بل نواجه نفس الصراع الذي فرق أوروبا خلال معظم القرن العشرين، ولكن بنسخة جديدة. إنه صراع الليبرالية وأعدائها، الصراع بين الحرية والاستبداد الذي نشأ في أوروبا قبل سنوات عديدة وانتقل إلى العالم الإسلامي.
يقوم الكاتب بمراجعة الحروب ضد الفاشية والشيوعية في الماضي، ويستخلص دروسًا تحذيرية. ومع ذلك، يستمد أيضًا من تلك التجارب السابقة برنامجًا ليبراليًا للحاضر، برنامجًا يختلف في جوانب أساسية عن سياسات إدارة بوش. يعد الكتاب إسهامًا قيّمًا في مجال علم السياسة العام، حيث يتناول بعمق التحديات الراهنة ويقدم رؤية لمواجهتها.
وفي سياق العلوم السياسية العامة، يعد هذا الكتاب منشورًا بواسطة W W Norton & Co Inc، وقد رأى النور في إبريل من عام 2003. يستند الكتاب إلى معلومات دقيقة وتحليلات عميقة، مما يجعله مرجعًا هامًا لفهم التحولات السياسية والتحديات في فترة زمنية حساسة.