في هذا الدراسة الهامة التي قام بها إرنست كاسيرر، يقوم بتحليل العمليات الفكرية غير المنطقية التي تشكل الثقافة. يظهر كاسيرر بأن تحت كل من اللغة والأسطورة يكمن “قواعد غير واعية” للتجربة، حيث أن تصنيفاتها وقوانينها ليست تلك المتبعة في التفكير المنطقي. ويظهر بأن هذا “المنطق” قبطي الطابع ليس مجرد حالة غير متطورة من العقلانية، بل هو شيء أساسياً مختلفًا، وأن هذا النمط القديم للتفكير لا يزال له قوة هائلة حتى على أفكارنا الأكثر صرامة، سواء في اللغة، الشعر، أو الأسطورة.
يقوم الكاتب بتحليل رائع لظواهر متنوعة ولكنها ذات صلة، مثل الميتافيزيقا في بهاغافاد غيتا، ومفهوم المانا في ثقافة الميلانيسيين، وفلسفة الطبيعة في شيلينغ، والشعر الحديث، وديانة الفراعنة القديمة، والمنطق الرمزي. يغطي مجموعة واسعة من المواد التي غالبًا ما يتم تجاهلها في دراسات الفكر البشري.
هذه الستة مقالات تثير اهتمامًا كبيرًا لطالب الفلسفة أو فلسفة العلم، والمؤرخ، أو عالم الأنثروبولوجيا. وهي ذات أهمية خاصة لطلاب الأدب في ظل التركيز الكبير على “الأسطورة” في التأمل الأدبي الحديث. إن هذا الكتاب ليس مجرد تأمل سطحي من قبل هاوٍ، بل هو دراسة عميقة من قبل واحد من أعقل وأكثر العقول الفلسفية حساسية في عصرنا.
يصنف هذا الكتاب تحت فئتي الفلسفة والديانة، ويتناول مواضيع شتى من خلال نصوصه الغنية. تم نشره بواسطة دار النشر “دوفر بابليكيشنز” في يونيو عام 1953، مما يجعله قطعة أدبية ذات قيمة تاريخية.