في كتابه الذي يحمل عنوان “بنادق للسلام”، يقوم الكاتب علي ناجي بعرض نظرة شاملة وعميقة لمسألة الكرد في تركيا، حيث يشكلون القومية الثانية في هذه الدولة، وتظل المناطق التي يسكنونها تحتل ربع مساحة الجمهورية التركية. يتجاوز عددهم نسبتهم في إيران والعراق وسوريا، ويتنوعون في انتمائهم الديني بين المسلمين، حيث يتباينون بين المذهب الشافعي والطائفة العلوية، وقلة منهم يعتنقون الديانة الأيزيدية.
تتمحور المعضلة الكردية في تاريخها الحديث حول التصدي للحكومات التركية، حيث اندلعت أكثر من 15 ثورة خلال فترة حكم أتاتورك فقط. تشكلت العديد من الأحزاب الكردية، ولكن قليلة منها تمكنت من الاستمرار، باستثناء حزب العمال الكردستاني “PKK” الذي أصبح رمزاً للصراع. تاريخ حركاتهم الثورية يترافق مع مواجهات متكررة مع الجيش التركي، وشهدت فترات قليلة من المفاوضات، منها تلك التي جرت في أوسلو.
ومع أن الجهود الدولية والمفاوضات تطمح إلى تحقيق السلام في تركيا، إلا أن كل المساعي والمحاولات انتهت بفشل، مما يجسد حجم التعقيدات والصعوبات التي تعترض سبيل تحقيق السلام في هذا السياق الحساس. يركز الكتاب بعمق على هذه التعقيدات، مقدماً رؤية تفصيلية تتجاوز النظرة السطحية، ويسلط الضوء على الجوانب الثقيلة للصراع التركي الكردي، مما يجعله عملاً فريداً وقيماً في فهم تفاصيل هذه المسألة الحساسة والمعقدة.
تضيف دار النشر “نور للنشر” إلى المشهد الثقافي والعلمي بنشر هذا الكتاب الذي يتناول قضايا سياسية بموضوعية وبأسلوب ينقل القارئ إلى أعماق التحليل والفهم. الكتاب الذي يحمل صفحاته البالغ عددها 152 صفحة، يعتبر إضافة قيمة لمكتبة الكتب السياسية، وتحديداً في فئة العلوم السياسية. يأتي الكتاب بغلاف ورقي يعكس جودة المحتوى الذي يقدمه، ويتيح للقارئ الوصول إلى عالم البحث والتحليل حول قضايا السلام والصراع في تركيا بشكل شيق ومثير للاهتمام.