في ظل الثورة الفكرية التي شهدتها ميدان التربية وعلم النفس في العقود الأخيرة، يبرز كتاب “الأطفال الصغار ورسوماتهم” للمؤلف جوزيف ه. دي ليو كمصدر ذو أهمية خاصة وغني بالمحتوى العلمي والتحليل الفني. يأخذنا الكتاب في رحلة استكشافية عميقة إلى عقول الأطفال الصغار ويقدم لنا نظرة فريدة حول كيفية تطور فهمهم الفني والعاطفي من خلال رسوماتهم.
تمثل هذه الدراسة الرائدة في ميدان تطوير الطفولة محورًا مركزيًا لفهم العوامل المؤثرة في عملية التعبير الفني لدى الأطفال الصغار. يقوم المؤلف، جوزيف ه. دي ليو، بتقديم تحليل عميق للرسومات التي تنشأ في مرحلة الطفولة المبكرة، مما يسلط الضوء على التطور العقلي والعاطفي لدى هذه الفئة العمرية.
نشر هذا العمل الرائد عن طريق دار النشر برونر/مازيل في يناير من العام 1970، مما يعزز مكانته كمرجع أساسي في فهم عمق العلاقة بين الأطفال وفنونهم التعبيرية. يمتد تأثير هذا الكتاب إلى عالم التربية والنفس، حيث يشكل مصدرًا قيمًا للباحثين والمختصين الذين يسعون لاستكشاف عقول الأطفال وفهم العوامل التي تلعب دورًا في تشكيل إبداعاتهم الفنية.
في ختام هذه النظرة الشاملة على كتاب “الأطفال الصغار ورسوماتهم”، يظهر بوضوح أن هذا العمل ليس مجرد دراسة فنية، بل هو رحلة استكشافية لفهم عميق للنفس البشرية في مرحلتها الأولى، ويسهم بشكل فعّال في توسيع آفاق فهمنا للعلاقة بين التطور النفسي والتعبير الفني لدى الأطفال الصغار.