في كتابه المميز بعنوان “التعليم التقني والتقاني: الواقع والمأمول”، يسلط الكاتب فضل عبد الغني الضوء على مشكلة جوهرية تتمثل في قلة الاهتمام التي توليها الدول النامية، وعلى رأسها السودان، للتعليم التقني والتقاني، الذي يعد أحد أهم عوامل التنمية والتقدم التكنولوجي. يأتي الكتاب ليفتح نوافذ الحوار حول هذا الجانب الحيوي من الحياة الاقتصادية والتعليمية.
تنقسم محتويات الكتاب إلى ستة أبواب رئيسية، حيث يفتح الباب الأول أمام القارئ ليستكشف واقع التعليم التقني والتقاني في السودان. يتناول الكاتب التحديات والفرص التي تواجه هذا الجانب المهم من التعليم، محاولًا فهم السياق الثقافي والاقتصادي الذي يؤثر في تطوير هذا النوع من التعليم.
وفي الباب الثاني، يستعرض الكتاب واقع التعليم التقني في الوطن العربي بشكل عام، حيث يقوم بتحليل الممارسات المتبعة ويقدم تصورًا شاملاً للتحديات والإنجازات التي تمر بها هذه الدول.
أما الباب الثالث، فيتناول التعليم التقني والتقاني في سياق قيادة سوق العمل، حيث يلقي الضوء على دور هذا التعليم في تحضير الكوادر البشرية المؤهلة لسد احتياجات سوق العمل في العصر الحديث.
ومن ثم، يستعرض الباب الرابع موقع التعليم التقني والتقاني في الألفية الثالثة، متناولًا التحديات التي تطرأ مع التقدم التكنولوجي السريع وتأثيرها على هذا النوع من التعليم.
وفي الباب الخامس، يركز الكتاب على ضمان جودة برامج الكليات التقنية، مقدمًا استعراضاً للمعايير والتقنيات المستخدمة لضمان جودة التعليم والتدريب.
أخيرًا، يُلقي الباب السادس نظرة على بعض التجارب الدولية في مجال التعليم التقني والتقاني، حيث يقدم الكتاب دروسًا مستفادة وتجارب ناجحة يمكن أن تكون إلهامًا للدول النامية، بما في ذلك السودان.
يتسم الكتاب بالشمولية والتفصيل، مقدمًا للقارئ رؤية شاملة حول تحديات وآفاق التعليم التقني والتقاني في الدول النامية، ويسعى إلى تحفيز النقاش والعمل نحو تحسين هذا القطاع الحيوي في بناء المستقبل.