يستعرض كتاب “الموارد المائية بين طروحات الفكر المائي الجديد وسياسات الدول المتشاطئة” للكاتب حسيب الشمري مجموعة من القضايا الحيوية والتحديات التي تتعلق بإدارة وتوزيع الموارد المائية في العالم، خاصة فيما يتعلق بالدول المتشاطئة. يركز الكتاب على السياسات المائية التي اعتمدتها هذه الدول، والتي قد أسهمت في تشويش مفاهيم الرفاهية والتطور الاجتماعي والاقتصادي والصناعي والتقني على حساب التكامل بين المنظومة الطبيعية والبشرية.
تتناول صفحات الكتاب العديد من الجوانب الهامة، حيث يتحدث الشمري عن أهمية تحقيق التوازن بين العرض والطلب على المياه، وكيف يمكن لتلك الدول المتشاطئة أن تعيد تقييم أسسها وتقواعدها لتنظيم استخدام مياه الأنهار الدولية المشتركة. وبما أن الموارد المائية تعتبر حيوية للاقتصاد والحياة الاجتماعية، يشدد الكتاب على أهمية وضع مشاريع واتفاقيات تقوم بتنظيم استخدام تلك الموارد بطريقة تحد من الاستعمالات الضارة التي قد تؤثر على حقوق الدول الأخرى.
وفي سياق الحديث عن التحديات الحديثة، يركز الكتاب على ضرورة وجود آليات جديدة للتعامل مع المياه العذبة، خاصة في ظل التحولات البيئية والاقتصادية في القرن الواحد والعشرين. يتناول الشمري في كتابه هذا أيضًا قضايا التقاسم العادل للمياه المشتركة بين دول المنبع ودول الجوار، مع التأكيد على أهمية وجود قوانين دولية عادلة ومحددة تحمي حقوق جميع الأطراف دون المساس بالسيادة الوطنية والمصالح الحيوية.
يُعد هذا الكتاب إسهامًا قيمًا في فهم التحديات التي تواجه إدارة الموارد المائية في العصر الحديث، ويشدد على أهمية تحقيق توازن مستدام بين الاحتياجات البشرية والحفاظ على البيئة. يعتبر “الموارد المائية بين طروحات الفكر المائي الجديد وسياسات الدول المتشاطئة” مصدرًا قيمًا للمهتمين بالشؤون البيئية والسياسية، ويشكل قراءة أساسية لفهم التحديات الراهنة التي تواجه المجتمعات المتشاطئة في إدارة مواردها المائية.