في سنة واحدة فقط، تم قتل الدكتور ديفيد غان، وتراجعت جين رو عن موقفها، وبدأت المحكمة العليا في التراجع عن قرارها الرائد في عام 1973، وتجذر الكونجرس بقضية نادرة تتعلق بإجراء الإجهاض في وقت متأخر، وفرضت العديد من الولايات تشريعات تقييدية تحد من حق المرأة في الاختيار. كانت هذه سنة متطرفة بالنسبة لقضية لا تعرف التسوية، وهو الجوانب المثيرة للجدل في قضية الإجهاض كمشكلة صنع السياسات التي يسعى كتاب “لا أرض محايدة؟: سياسات الإجهاض في عصر القطبية” للتعامل معها.
إن قضية الإجهاض، واحدة من أكثر القضايا حدة وعنفًا في وقتنا، تظل تحديًا للقادة والمواطنين وصانعي السياسات على حد سواء. هل هي مسألة أخلاقية؟ حرية شخصية؟ حق في الخصوصية؟ الحفاظ على السلام؟ ما هي تداولات المحكمة العليا بشأن الإجهاض وما هي تداولاتها المستقبلية؟ وماذا يعني ذلك لكل مستوى من المستويات الحكومية عندما تتحدى قضية تحقيق التوافق بالطريقة التي تفعلها قضية الإجهاض؟
في معالجتها الفريدة لهذا الموضوع المعقد، تبني كارين أوكونور على تاريخ الإجهاض كقضية سياسية – كيف تم تعريفها لأول مرة في بداية القرن التاسع عشر وكيف دخلت جدول الأعمال السياسي – وتأخذنا عبر تطور السياسة الخاص بقضية الإجهاض حتى الوقت الحاضر، باستخدام إطار عمل عملية السياسة. من خلال فحص القضايا القضائية الرئيسية، والمؤسسات، والأحداث المثيرة، وآراء الجمهور حتى المحكمة العليا، تسلط أوكونور الضوء على مأزق كيف تحاول الجمهورية اتخاذ قرارات بشأن قضايا لا يمكن التوصل إليها إلى اتفاق أو تسوية. تشكك في ما إذا كان يمكن حل قضايا مثل هذه التي تثير الانقسام، ولكنها تمنحنا الأدوات اللازمة لاستكشاف كل طريق نحو حلا محتملًا.
وفي سياق تاريخي مكثف، يقوم الكتاب بتسليط الضوء على الجوانب المعقدة والمتشابكة لسياسات الإجهاض، مما يسلط الضوء على الأسئلة الأخلاقية والقانونية والسياسية المحيطة بها. إن كتاب “لا أرض محايدة؟: سياسات الإجهاض في عصر القطبية” يعد مساهمة قيمة وفريدة في دراسة العلوم السياسية، ويفتح نافذة على فهم أعمق للتحديات التي تواجه المجتمعات عند التعامل مع قضايا معقدة ومتقلبة.