رواية “هيلدا وبيرل” للكاتبة أليس ماتيسون هي عمل أدبي يتناول قصة فرانسيس، الطفلة الوحيدة التي تعيش في بروكلين خلال فترة ماكارثية، حيث تبدو والدتها هيلدا وعمتها بيرل كصديقتين منذ الأزل. لم تشك فرانسيس في الحب بين المرأتين حتى يتعرض والدها، الذي يعمل مدرسًا، لتهديد بسبب اللاحقات السياسية ضد الشيوعية، في الوقت الذي تبدأ فيه فرانسيس في استكشاف ماضي عائلتها. لماذا تشير هيلدا إلى “حملها الأول” وكأن فرانسيس لم تكن ابنتها الوحيدة؟ ومن هي أحذية الطفل المخبأة في درج ملابس هيلدا؟ ولماذا يوجد توتر عندما يأتي بيرل وزوجها في زيارة؟
تتناول الرواية قصة فتاة صغيرة في الخمسينيات وقصة نضوج كبارها في الثلاثينيات المضطربة، حيث تتراقص على وتيرة الحكاية بلغة جميلة وواضحة، تكشف عن تعقيدات الصداقة والفقدان. تمزج الكاتبة بين الزمنين ببراعة لتقدم صورة شاملة لتجارب الشخصيات وتأثير الزمن والظروف على حياتهم وعلاقاتهم. تمتزج الرواية بمهارة بين الواقع التاريخي والأحداث الشخصية، مما يضيف عمقًا وجاذبية للسرد.
“هيلدا وبيرل” ليست مجرد قصة، بل هي استكشاف للهوية والعلاقات الإنسانية في ظل الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة. تثير الأسئلة التي تطرحها الرواية حول الهوية الشخصية والأسرية والتاريخ الجماعي تفكير القارئ وتدفعه إلى التأمل في معاني الولاء والصداقة والانتماء. تعتبر هذه الرواية إضافة قيمة لأدب الرواية الأمريكي، حيث تجمع بين القوة السردية والعمق الفلسفي بشكل ممتاز، مما يجعلها قراءة لا تنسى لكل من يهوى الأدب الراقي والتحليل العميق.