في كتابه المميز بعنوان “المضامين القيمية في ثقافة العلم لدى الشباب الجامعي – رؤية تربوية”، يقدم الكاتب عبد الرحمن ندا رؤية عميقة وشاملة لتحليل التحديات التي يواجهها المجتمع المصري، وبصفة عامة المجتمع العربي، في ظل التطورات الحديثة في مجالات الاتصالات والمعلومات.
تتناول صفحات الكتاب بشكل أساسي حاجة المجتمع إلى إعادة النظر في القيم والمضامين الثقافية المرتبطة بالعلم ودوره في توجيه حياة الإنسان وتطور المجتمع. يبرز الكاتب أهمية فهم الثقافة العلمية في سياق الذاتية الثقافية والتميز الحضاري للمجتمع العربي والإسلامي.
وفي هذا السياق، يسلط الكتاب الضوء على دور المؤسسات التربوية، وخاصة الجامعات، في تحقيق هذه الرؤية الجديدة. يعتبر الكاتب أن تطوير برامج التعليم والأنشطة الجامعية لا يكفي، بل يجب أيضًا إعادة النظر في الطريقة التي يتم بها تقديم هذه البرامج. يدعو إلى وضع المسؤولين في الجامعات الاجتماعي والقيمي في مقدمة اهتماماتهم، مما يستلزم تحديد الوظيفة القيمية للجامعة وكيفية تحقيقها في ظل متطلبات التنمية المعاصرة.
ومن خلال تحليله الدقيق، يسعى الكاتب إلى فهم المساهمات المتوقعة من الجامعات المصرية في تنمية المضامين القيمية في ثقافة العلم لدى الطلاب. يستعرض بعناية العوامل الثقافية والحضارية التي تميز المجتمع المصري والعربي بشكل عام، محاولًا فهم كيف يمكن للجامعات أن تساهم في تعزيز هذه القيم والمضامين.
تأتي الروح التربوية في الكتاب بشكل واضح، حيث يشدد الكاتب على ضرورة تكامل الجوانب التعليمية والتربوية في مسار التنمية الجامعية. يعكس الغلاف الورقي للكتاب تميزه ويضيف لمسة جمالية تجذب القارئ.
إن هذا الكتاب يشكل إسهامًا مهمًا في فهم التحديات الثقافية والتربوية التي يواجهها الشباب الجامعي في المجتمع المصري، ويفتح أفقًا جديدًا للنقاش حول دور الجامعات في تشكيل المستقبل الثقافي والعلمي للمجتمع العربي.