بفضل تفجيرات نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من أيلول 2001، وانطلاق الحملة العسكرية الأميركية ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن، تحوّل الإسلام إلى جزء لا يتجزأ من المشهد الدولي، حيث تكاملت المشاهد والأحداث لترسم صورة معقدة للعالم الإسلامي بعد تلك الفترة الحاسمة. كتاب “بعد أفغانستان، الإسلام إلى أين؟ نظرة إلى الإسلام بعد أفغانستان”، من تأليف أحمد عياش، يستحضر هذه اللحظات التاريخية ويحاول تحليل تأثيرها وتوجيه الضوء نحو مستقبل الإسلام.
من خلال صفحات هذا الكتاب، يعيش القارئ تفاصيل اللحظات الحاسمة والتحولات التي شهدتها العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب بعد أحداث سبتمبر الأسود. يستعرض الكتاب التبعات الواسعة لتلك الأحداث على الحياة اليومية للمسلمين المنتشرين في الغرب، وكيف شكلت مفهوم الإرهاب حياتهم وتصوّرهم في وسائل الإعلام العالمية.
ومع تعقيدات هذا السياق، يظهر الكتاب كأداة توثيق حيوية، حيث تتجلى فيه قدرة الكتابة على تقديم رؤى عميقة وتحليلات دقيقة للتحولات السياسية والاجتماعية في العالم الإسلامي. يتنقل القارئ في عقول المسلمين المقيمين في الغرب، الذين دفعوا ثمنًا باهظًا جراء تشابك مفهوم الإرهاب بتيارات إسلامية متشددة.
تأخذنا الحوارات المضمنة في صفحات الكتاب في رحلة فكرية إلى عمق المستقبل، حيث يتأمل الكتاب بذكاء في الحاضر، مستندا إلى إرث تاريخي ثري. وبهذا يقدم الكتاب قراءة مميزة للوضع الحالي، ويمنح القارئ زادًا ثريًا يساعده في رؤية الأفق الممتد أمام العالم الإسلامي، الذي يعد مسرحًا للأحداث الدولية بشكل لا مثيل له منذ نهاية الحرب الباردة.
وتأتي هذه النظرة المستقبلية من خلال دفاتر الكتاب، التي تتناول التحديات السياسية والثقافية التي يواجهها العالم الإسلامي في الوقت الراهن. وفي هذا السياق، يظهر الكتاب كمصدر مرجعي للباحثين والقرّاء الذين يتطلعون إلى فهم عميق للتحولات الجارية في هذا السياق الحساس، مما يعزز مكانته كعمل فريد وقيّم في فضاء الكتب السياسية.