في كتاب “الشباب السلفي في تونس” الذي كُتِبَ بواسطة الباحث والكاتب ماجد قروي، يُلقي الضوء على دور الحركة السلفية في تونس قبل حدوث الحراك الاجتماعي في عام 2011. قد نشطت هذه الحركة بشكل سري على مدى عقود، وذلك نتيجةً لتحكم الدولة في مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والدينية. كان المجتمع في تونس مُ دَولَن، حيث انعدمت فيه القدرة على التحرّك والتنظيم، وتراجعت الحركة السلفية ذاتها تكتيكيًا نتيجةً لغلبة الدولة التي كانت تملك وسائل القهر والإلزام بشكل شامل.
وفي أعقاب الحراك الاجتماعي في عام 2011، تغيرت الديناميات في المجتمع التونسي. فضُعِفَت سيطرة الدولة على المجال الديني، وظهرت فرصٌ لزيادة مدى الحرية. استغلت الحركة السلفية هذا التحول لتحويل نشاطها من حالة الاستقرار إلى حالة الحركة والديناميكا. بدأت الحركة بخلق مجال خاص لها للتأثير والتفاعل مع التحولات الاجتماعية والدينية.
يتألف الكتاب من 128 صفحة وصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في عام 2019. يستند الكتاب إلى بحث دقيق وتحليل شامل لتطورات الحركة السلفية في تونس. ويشكل الكتاب إسهامًا قيمًا في فهم التحولات الاجتماعية والدينية في تونس بعد الحراك الاجتماعي البارز في تلك الفترة.
تتميز صفحات الكتاب بأسلوب كتابي مميز ينقل بشكل دقيق وموثوق المعلومات والتحليلات. ويقع الكتاب تحت فئة الكتب السياسية، تحت تصنيف السياسة العربية المعاصرة. ويتميز الكتاب بغلاف ورقي جذاب يعكس جودة المحتوى الذي يقدمه.
باختصار، يعد كتاب “الشباب السلفي في تونس” إضافة مهمة إلى المكتبة السياسية، حيث يقدم رؤية عميقة وشاملة حول تطورات وتحولات الحركة السلفية في سياق التغييرات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها تونس.