في محاولة لفهم السيادة واستيعابها في السياق الإسلامي، قدم محمد مفتي وسامي الوكيل في كتابهم المميز الذي يحمل عنوان “السيادة وثبات الأحكام في النظرية السياسية الإسلامية” تحليلاً عميقًا يركز على الفروق الفلسفية والمفاهيمية بين الرؤى الشرعية الإسلامية والرؤى الغربية للسيادة.
تستند هذه الدراسة إلى التأصيل الشرعي لفهم مفهوم السيادة في الإسلام، مقارنة بالنظرة العلمانية التي تميز السيادة في السياق الغربي. يعمل الكتاب على تسليط الضوء على الفوارق الجوهرية في الفهم والتطبيق، مما يفتح أفقًا للقارئ لاستكشاف تداخلات معتقداته وتوجهاته السياسية مع الإطار الإسلامي.
واحدة من النقاط البارزة التي يستعرضها الكتاب هي تأثير هذه الفروق الكبيرة على ثبات الأحكام وتطورها في السياق الإسلامي. ينقل الكتاب ببراعة كيف تتداخل الرؤى السياسية والدينية في النظرية السياسية الإسلامية، وكيف يمكن لهذا التداخل أن يلقي بظلاله على قرارات وأحكام المجتمع المسلم.
على مدى 120 صفحة، يقوم الكتاب بتفكيك مكونات السيادة من خلال عدسة إسلامية، مع التركيز على التأثير الذي قد يكون لها على تشكيل السلطة والقانون في المجتمعات الإسلامية. يسلط الضوء على القضايا المعاصرة التي تطرحها هذه الفروق، مما يمنح القارئ فهمًا أعمق للتحديات التي تواجه التفاعل بين الدين والسياسة في الوقت الحالي.
تأتي هذه الدراسة من منشورات مركز تكوين للدراسات والأبحاث، ما يُظهر الاهتمام البارز بمواضيع الكتب السياسية ذات الطابع الديني. وعلى الرغم من غلافها الورقي الجذاب، يكمن جمال الكتاب في محتواه العميق والمفيد الذي يضيف قيمة فائقة لمكتبة الباحثين والقرّاء المهتمين بتفاصيل السياسة والدين وتفاعلهما في العالم الإسلامي.