في كتابه الرائع “للبحث عن تاريخنا”، يقدم الباحث البارع علي الزين رؤية فريدة وعميقة حول كيفية التعامل مع التاريخ والتحقيق فيه. يتناول الكتاب موضوعاً أساسياً يتعلق بأهمية إزالة العواطف والمشاعر الشخصية عند القيام بالأبحاث التاريخية، حيث يشدد على أن الحقيقة لا تعرف الصداقة أو العداوة.
علي الزين يقدم وجهة نظره بأمانة ونزاهة، مشيرًا إلى أن الباحث يجب أن يكون نزيهًا في أبحاثه وأحكامه، ويتجنب تأثير العواطف الشخصية. يستعرض الزين خلال صفحات هذا الكتاب الضخم، البالغ عددها 565 صفحة، كيف يمكن للباحث النزيه أن يتجاوز تأثير العواطف ويسعى للوصول إلى الحقيقة والجمال الذي يكمن فيها.
يتأمل الزين في أهمية إظهار الرأي بحيادية، حيث يعبر عن انفتاحه لإبداء آرائه دون أن يخضع لتأثير العواطف الشخصية، مما يعزز نقائه في التفكير والتحليل. يركز على أن يكون تقييمه للموضوعات العامة أو الأحداث التاريخية محايدًا، بحيث يعبر عن اعتقاداته دون أي تأثير خارجي.
تأتي هذه الأفكار والمفاهيم في إطار عام من الالتزام بالعدالة والصدق الفكري. يعزز الزين فكره بأن البحث التاريخي يتطلب من الفرد أن يكون مخلصًا في تقديم رأيه، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، دون أن يتأثر بالعواطف الشخصية.
تأتي هذه الأفكار القيمة ضمن إصدار دار الفكر الحديث للطباعة والنشر، ويتميز الكتاب بغلافه العادي الذي يعكس بساطة المضمون وعمقه. يندرج الكتاب تحت فئة التاريخ والجغرافيا، تحتفي بالدراسات التاريخية، ويقدم نظرة مثيرة للتأمل حول كيفية تحليل الأحداث والظروف التاريخية بعيدًا عن التأثيرات الشخصية.
باختصار، يعتبر “للبحث عن تاريخنا” لعلي الزين قطعة أدبية تاريخية تشد القارئ إلى عمق التفكير وتحفزه على البحث النزيه والمخلص في تاريخنا المعقد.