“الأخلاق بين العقل والوجدان” هو عمل فلسفي مميز يعود للفيلسوف محمود أحمد، الذي يقدم من خلاله رؤية متميزة ومفصلة لفلسفته التجريبية. يتمحور هذا الكتاب حول تحليل الأخلاق وفهمها بوصفها ظاهرة فلسفية تستحق الاهتمام والدراسة العميقة.
من اللافت في عمل هذا الفيلسوف التجريبي هو التركيز الكبير على دور التجربة في فهم الأخلاق وتحليلها، حيث يقدم محمود أحمد رؤية تفصيلية لكيفية تأثير التجارب الحياتية والثقافية على تكوين القيم والمبادئ الأخلاقية للفرد والمجتمع. بالإضافة إلى ذلك، يقترب في بعض رؤاه من الفيلسوف الإنجليزي هوبز، خاصة فيما يتعلق بتفسيراته لسلوك الإنسان وتحليله للطبيعة البشرية.
يتبنى محمود أحمد موقفًا مميزًا فيما يتعلق بتفسير السلوك الإنساني، حيث يرفض فكرة أن يكون العقل البشري مجرد عرض لعوامل طبيعية ويتجاوز ذلك بتقديم رؤية تفصيلية لتفاعل العقل والوجدان وكيفية تأثيرهما على سلوك الإنسان وقراراته الأخلاقية. يتجلى ذلك في تمحوره حول العقل والوجدان كمحورين أساسيين لفهم الأخلاق وتحليلها بعيدًا عن التفسيرات الطبيعية الآلية.
يأتي هذا الكتاب في 192 صفحة، وقد صدر عام 1999 عن دار الآداب، ويتميز بغلاف ورقي جذاب. يندرج ضمن فئة الفلسفة، وتحديدًا في فئة الدراسات الفلسفية، وهو يضم معلومات غنية وقيمة تثري المكتبة الفلسفية بأفكاره وتحليلاته العميقة والمتقدمة.