تحليل أخلاقي لتحديات وسائل التواصل الاجتماعي في المؤسسات

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، تفتح هذه الوسائل أمام المؤسسات والموظفين فرصًا لنشر آرائهم دون وجود محرر. ومع ذلك، يُعرض موظفو وسائل التواصل الاجتماعي لمشكلات رقمية نتيجة للسرعة، وظاهرة التشويش، والارتباك الحاد الناجم عن التبادل الرقمي. كيف ينبغي لهم التعامل مع هذه التحديات؟

يتسبب النشاط المتزايد في وسائل التواصل الاجتماعي والنشر السريع في خلق مجموعة من المشكلات الأخلاقية لاتخاذ القرارات داخل المؤسسات، حيث يجب على صانعي القرار أن يعتمدوا بين الاعتبارات الأخلاقية المتناقضة.

“الشيء الفريد في وسائل التواصل الاجتماعي هو أنه ليس من الضروري اللجوء إلى محرر خارجي لنشر أي شيء. ونتيجة لذلك، يتحمل المسؤول التحريري المسؤولية ويجب عليه أن يفكر في الجوانب الأخلاقية للنشر وليس فقط في الجانب القانوني”، يقول Øyvind Kvalnes، فيلسوف وأستاذ مشارك في قسم القيادة وسلوك المنظمات.

تحدث التبادلات بسرعة إلى جمهور واسع، ويزيد الإيقاع من مخاطر الأخطاء. يوصي كفالنيس بالتباطؤ والتفكير بعناية في الخيارات المتاحة.

الكتب تتناول خمس فئات من المشكلات الأخلاقية يمكن أن تطرأ على الممارسين المسؤولين عن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في المؤسسات:

تعالج مشكلات الدور كيف يمكن للشخص في وسائل التواصل الاجتماعي أن يكون لديه أدوار متعددة، مما يخلق ارتباكًا حول المسؤوليات الأخلاقية.
تحدث مشكلات الإيقاع بسبب السرعة في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد من خطر الأخطاء.
تتعلق مشكلات النزاهة بسهولة أو صعوبة الالتزام بالقيم الشخصية والمعايير الأخلاقية عند تمثيل الشخص لمؤسسته عبر الإنترنت وكيف يتم استغلاله أو الضغط عليه للتصرف ضد هذه القيم.
تطرأ مشكلات الكلام فيما يتعلق بقرارات حول ما إذا كان من المقبول التعبير عنه عندما يكون الشخص نشطًا على منصة وسائل التواصل الاجتماعي.
تحدث مشكلات الكفاءة عندما يمكن أن يستغل خبراء وسائل التواصل الاجتماعي الفجوات في الكفاءة لصالحهم، مع قليل من خطر الكشف عنها.

“يمكن للفئات مساعدة الناس في ترتيب وفهم نوع الوضع الذي يعيشونه. يمكن استخدام المفاهيم في الكتاب للتفكير بشكل أكثر وضوحًا حول المشكلات الأخلاقية في وسائل التواصل الاجتماعي”، يقول كفالنيس.

في توجيه الأخلاق على وسائل التواصل الاجتماعي، يواجه الصحفيون والمحررين أكواد أخلاقية، في حين تقدم لأولئك المسؤولين عن وسائل التواصل الاجتماعي في مؤسستهم قليلًا من الإرشادات الأخلاقية لدعم قراراتهم.

يقدم كفالنيس حلاً، حيث يقترح استخدام “عجلة التوجيه الأخلاقي” عند مواجهة الأشخاص لمشكلات أخلاقية تتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. توجه هذا الإطار صانعي القرار خلال عملية النظر في ستة أسئلة تتعلق بالقانون والهوية والأخلاق والسمعة والاقتصاد والأخلاق.

أولوية الأسئلة في النموذج تعتمد على السياق وتترك لصانع القرار. يمكن أن تبدأ عملية تضمين العجلة باستحداث الخيارات الأكثر صلة. يلي ذلك تمرير الخيارات من خلال الأسئلة في النموذج قبل استخدام الإجابات والحجج الناتجة عن تلك الإجابات كأساس لاتخاذ القرار.

في سيناريو محير، يأخذ مدير البناء صورًا من مشروع نفق في الجبال، ويقوم المستشار الإعلامي في المؤسسة بنشرها بسرعة على فيسبوك. لسوء الحظ، توثق إحدى الصور انتهاكًا خطيرًا للصحة والسلامة والبيئة من قبل أحد الموظفين. يعلق مستخدمون غاضبون على فيسبوك بسرعة على الانتهاك.

ماذا يجب على صانع القرار في شركة البناء القيام به؟

إما أن يستجيب للانتقادات ويخاطر بجلب المزيد من الانتباه إلى الانتهاك، أو يمكنه حذف الصورة والأمل في عدم حدوث مزيد من الانتقادات. في هذا الوضع، يمكن لصانع القرار تقييم مشكلة الإيقاع من خلال عجلة التوجيه.

الوصول إلى قرار مستنير

بدءًا من سؤال “القانون”، فإن كل من الخيارين في المثال أعلاه قانونيان. ومع ذلك، إذا كان الخيار غير قانوني، فإن ذلك يشكل سببًا لتجنب اختياره، بينما إذا كان الخيار قانونيًا، فإن ذلك بحد ذاته لا يشكل سببًا لاختياره. يجب بالتالي تقييم الخيارات المتبقية، مثل سؤال الهوية الذي يتناول ما إذا كانت للمنظمة قيم أساسية توفر توجيهات لما ينبغي فعله. إذا كانت الصدق جزءًا من الهوية، فإنه يشير إلى أن الشفافية هي الخيار الصحيح.

تتعلق الجانب الأخلاقي بمعتقدات وحداثات صانع القرار فيما يتعلق بالوضع. علاوة على ذلك، يتم التعامل مع السمعة، في الشكل الذي يمكن أن يؤثر قرار الشخص على تصور الأطراف الأخرى للمنظمة، في ظل كيفية التعامل مع منشور فيسبوك. في هذا التناقض الخاص، ليس للاقتصاد أهمية كبيرة، ولكن يمكن أن يكون ذلك الحال في حالات أخرى. وأخيرًا، يأتي الأخلاق كاعتبار مبدئي حول كيفية حل مثل هذه المشكلات الأخلاقية.