تحكم في انفعالاتك وحقق النجاح

تحكم في انفعالاتك وكن إيجابيًا: قراءة في كتاب إبراهيم الفقي

يعد كتاب “تحكم في انفعالاتك وكن إيجابيًا” من أبرز الأعمال التي قدمها الدكتور إبراهيم الفقي في مجال التنمية الذاتية وتطوير الشخصية. يركز الكتاب على كيفية إدارة الانفعالات بشكل صحيح وتحقيق التوازن النفسي الذي يؤدي إلى حياة أكثر سعادة ونجاحًا. يُعتبر الكتاب دليلاً عمليًا لإدارة مشاعر الإنسان في مواقف الحياة المختلفة وتوجيه هذه المشاعر بشكل إيجابي لتحقق نتائج ملموسة في الحياة الشخصية والمهنية.

1. مفهوم الانفعالات وأثرها على الإنسان

في بداية الكتاب، يوضح الدكتور إبراهيم الفقي أن الانفعالات هي جزء أساسي من طبيعة الإنسان. لكن ما يميز البشر عن غيرهم من الكائنات هو القدرة على التحكم في هذه الانفعالات. يرى الفقي أن العديد من الناس يظنون أن الانفعالات هي ردود فعل غريزية لا يمكن التحكم فيها، ولكنه يناقش هذه الفكرة بشكل نقدي. من خلال كتابه، يبين أن الإنسان قادر على التحكم في مشاعره وردود فعله إذا ما فهم آلية عمل الانفعالات بشكل صحيح.

الانفعال هو عبارة عن رد فعل نفسي وفسيولوجي تجاه حدث أو موقف ما. قد يكون هذا الانفعال إيجابيًا، مثل الفرح والحب والامتنان، أو سلبيًا مثل الغضب والحزن والخوف. ولكن المهم أن الانفعالات لا تحدث بمعزل عن الوعي؛ فهي نتاج تفكير الإنسان في المواقف التي يمر بها.

2. كيفية التحكم في الانفعالات

أحد أهم المواضيع التي يناقشها الكتاب هو كيفية التحكم في الانفعالات. يقول الفقي أن أول خطوة لتحقيق هذا التحكم تبدأ بالوعي، أي أن الإنسان يجب أن يكون على دراية تامة بمشاعره وأفكاره في كل لحظة من حياته. فهو يشير إلى أن الانفعالات السلبية مثل الغضب، الحزن، والخوف، تنشأ عندما يترك الإنسان عقله يسرح في أفكار سلبية غير مفيدة.

لذلك، يقترح الفقي مجموعة من الأدوات التي تساعد في التحكم في الانفعالات، ومنها:

• التنفس العميق: يساعد التنفس العميق في تهدئة الأعصاب وتهدئة المشاعر المتصاعدة.

• الاسترخاء العقلي: من خلال التأمل والتفكير الإيجابي، يمكن للإنسان أن يعيد ضبط عقله والتخلص من الأفكار السلبية التي تثير الانفعالات السلبية.

• الاستجابة وليس رد الفعل: يوضح الفقي أن هناك فرقًا بين الاستجابة للمواقف وبين الردود العفوية. الاستجابة تعني التفكير قبل التفاعل، بينما الرد الفعلي يكون غالبًا نتيجة لانفعال غير مدروس.

3. التفكير الإيجابي وأثره في التحكم في الانفعالات

يعتبر التفكير الإيجابي محورًا رئيسيًا في كتاب “تحكم في انفعالاتك وكن إيجابيًا”. يرى الدكتور إبراهيم الفقي أن الإنسان إذا غير طريقة تفكيره تجاه المواقف الحياتية، فإنه يمكنه تغيير انفعالاته. ففي كثير من الأحيان، لا تكون الأحداث هي التي تؤثر فينا، بل طريقة تفسيرنا لها.

الفقي يستعرض في كتابه العديد من الأمثلة والقصص التي تظهر كيف أن الأشخاص الذين يتبنون التفكير الإيجابي يتعاملون مع التحديات بشكل مختلف تمامًا عن أولئك الذين يفكرون بشكل سلبي. التفكير الإيجابي ليس مجرد تفاؤل، بل هو نوع من الوعي الذي يساعد الشخص على رؤية الفرص حتى في أصعب المواقف، مما يساهم في تخفيف تأثير الانفعالات السلبية.

4. التعامل مع الانفعالات السلبية

يتطرق الكتاب إلى كيفية التعامل مع الانفعالات السلبية مثل الغضب والحزن والخوف. يوضح الدكتور الفقي أن هذه الانفعالات تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان العقلية والجسدية. فعندما يشعر الشخص بالغضب، على سبيل المثال، فإن ذلك يؤثر على جهازه العصبي ويزيد من مستويات التوتر في الجسم. ولكن بتعلم كيفية إدارة هذه الانفعالات، يمكن للإنسان تقليل تأثيراتها السلبية.

يقدم الفقي عدة استراتيجيات للتعامل مع الغضب، مثل:

• التأمل وإعادة تقييم الموقف: من خلال التوقف للحظة والتفكير في الموقف، يمكن للإنسان أن يهدأ ويعيد تقييم الوضع.

• التفكير في النتائج المستقبلية: عندما يتخيل الشخص عواقب غضبه على المدى الطويل، قد يغير من رد فعله.

• إعادة ترتيب الأولويات: في بعض الأحيان يكون السبب وراء الغضب هو ضغوط الحياة اليومية. من خلال تحديد الأولويات بشكل واضح، يمكن تخفيف حدة الانفعالات.

5. التأثير الإيجابي على العلاقات الشخصية

الكتاب لا يقتصر فقط على التطرق إلى التحكم في الانفعالات بشكل فردي، بل يناقش أيضًا تأثير ذلك على العلاقات الشخصية. يرى الفقي أن قدرة الشخص على التحكم في مشاعره يمكن أن تساعده في بناء علاقات أفضل مع الآخرين. فهو يشير إلى أن الكثير من المشاكل في العلاقات تنشأ بسبب سوء فهم أو بسبب عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بشكل لائق.

في هذا السياق، يؤكد الفقي على أهمية الاستماع الجيد والتواصل الفعال مع الآخرين. من خلال هذه الأدوات، يمكن للشخص أن يتجنب العديد من الخلافات والاحتكاكات التي تنشأ بسبب الانفعالات السلبية.

6. تحقيق النجاح من خلال التحكم في الانفعالات

يؤكد الدكتور إبراهيم الفقي على أن النجاح ليس مجرد مسألة مهارات أو قدرة على العمل الجاد فقط، بل يتطلب أيضًا القدرة على إدارة الانفعالات بشكل فعال. فالتحكم في مشاعر الخوف أو القلق أو الفشل يمكن أن يساعد الشخص على المضي قدمًا في مسيرته المهنية والشخصية.

يستعرض الفقي بعض الأمثلة للأشخاص الذين نجحوا في حياتهم بفضل قدرتهم على التحكم في انفعالاتهم. على سبيل المثال، يعرض قصصًا لأشخاص قد مروا بتحديات ضخمة، مثل الأزمات المالية أو الصحية، ومع ذلك استطاعوا أن يحققوا النجاح بفضل قدرتهم على التعامل مع مشاعرهم بشكل إيجابي.

7. ختامًا: كيف تصبح أكثر إيجابية في حياتك اليومية

في الختام، يوجه الدكتور إبراهيم الفقي نصائح عملية تساعد الشخص على دمج مبادئ التحكم في الانفعالات والتفكير الإيجابي في حياته اليومية. يوصي بقراءة الكتب الموجهة نحو تطوير الذات، والمشاركة في الدورات التدريبية، والبحث عن مصادر الإلهام التي تعزز التفكير الإيجابي.

يرى الفقي أن تغيير الفكر يمكن أن يؤدي إلى تغيير حقيقي في الحياة. وبالتالي، من خلال العمل المستمر على تحسين الذات وتعلم كيفية إدارة الانفعالات، يمكن للإنسان أن يعيش حياة أكثر سعادة، صحة، ونجاحًا.

المراجع:

• الفقي، إبراهيم. “تحكم في انفعالاتك وكن إيجابيًا”.

• فقي، إبراهيم. “قوة التفكير الإيجابي”.