في هذه الحياة المليئة بالتحديات والضغوطات، يجد الإنسان نفسه في سباق مستمر لتحسين ظروفه المالية وتحقيق رغباته وتطلعاته. فمن غير الممكن أن ينكر أحدنا الرغبة في تحسين دخله ليتناسب مع متطلبات العصر الحديث، ولكن هل فكرت يومًا في كم مرة شعرت بقيد الفقر يتبعك كظل، يعاكس خطى حياتك ويجعلك تستفهم: “لو لم أنجح، ماذا سيقولون؟” أو “لو فقدت كل أموالي، ماذا سأفعل؟”
قد تجد نفسك يومًا بعد يوم تقطع عهدًا جادًا مع نفسك للتغلب على هذا الفقر المستمر، ولكن هل تجد نفسك في النهاية واقفًا أمام حائط من العوائق والشكوك؟ “ليس وقته، يكفينا ما نحن عليه”، يقولون. لكن هل تدرك أنك إذا استمرت في البقاء على ما أنت عليه، فإن المستقبل لن يحمل لك سوى ما تحمله اليوم؟
ربما يكمن سر هذا القيد في البيئة التي نشأنا فيها، فقد ترعرع البعض في أسر تعلمهم أن “القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود”، مما يجعلهم يدخرون أموالهم دون التفكير في استثمارها. وربما يخاف البعض من المجازفة بأموالهم، مما يجعلهم يسلمونها للآخرين للاستثمار، مكتفين بأرباح ضئيلة. ولكي تتجنب هذه العواقب، يجب عليك التدرب يوميًا، كما ذكر هارف إيكر في كتابه “أسرار عقل المليونير”، والقول لنفسك: “هذه ليست أفكاري، لدي عقلية مليونير”.
التكرار من هذا التدريب يعيد برمجة العقل ويساعده على التخلص من الأفكار السلبية التي امتصها من البيئة المحيطة به. فقط اسمح لي أن أقول لك: ستظل على ما أنت عليه حتى تلحقك المنية، والآن دعنا نضع أيدينا على الأدوات التي تدفعك نحو البحر المظلم من دون منقذ.
تعود معظم هذه الأسباب إلى البيئة التي نشأنا فيها، حيث يعتبر بعض الأفراد أن “القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود”. يُحثون على حفظ المال دون التفكير في استثماره، وربما يكون الخوف من المجازفة هو الذي يجعل البعض يسلمون أموالهم للآخرين للاستثمار، مكتفين بأرباح بسيطة. ولتجنب هذه العواقب، يجب عليك الالتزام بالتدريب اليومي الذي ذكره الكاتب.
هل جربت يومًا أن تتخيل قصتين لشخصين في حياتك، يبدأ كل منهما بنفس المشروع؟ أحدهما يلتزم بعمله بحماس، بينما الآخر يتراخى ويفقد حماس البدايات. بالطبع، ستجد أن الشخص الأول نجح، بينما الآخر فشل. وفي هذا السياق، يعتبر الاستمرار والالتزام أمرًا حاسمًا لتحقيق النجاح.
لذا، إذا كنت قد حددت أهدافًا لفترة طويلة، فجزئها إلى أهداف فرعية، ووضع خطة آلية لتحقيقها. لا تتردد في وضع خطة بديلة أيضًا، فقد تكون هذه الخطة هي المفتاح لتحقيق نجاح أكبر من توقعاتك. اسعَ إلى معرفة السبب وراء الفشل إن كان ذلك يحدث، ولكن لا تكتفي بالمعرفة فقط بل اتخذ خطوات فعلية لتحقيق التغيير.
وأخيرًا، تذكر أن النجاح يحتاج إلى استمرار والتزام، ويتطلب منك أن تعيش حياة تتسم بالتفكير كمن لديه عقلية مليونير. فالتغيير في تفكيرك يمكن أن يكون بداية الطريق نحو التحول الذي تتوق إليه.
المزيد من المعلومات
من الواضح أن الرغبة في تحسين الحياة المالية تعد محركًا قويًا للعديد من الأفراد، ولكن على الرغم من هذا الإلهام والتحفيز، يجد البعض صعوبة في البداية بسبب عوائق نفسية واجتماعية. إذ يمكن أن تكون العادات والتصورات السلبية حاجزًا أمام تحقيق النجاح المالي.
عندما يتعلق الأمر بتحسين الوضع المالي، يظهر أهمية تحديد الأهداف بوضوح وتقسيمها إلى خطوات صغيرة ومناسبة. هذا ليس فقط تقنية إدارية، بل هو أيضًا نهج نفسي يسهم في تعزيز الالتزام والاستمرارية. إذ يمكن لتحقيق الأهداف الصغيرة أن يساهم في بناء الثقة بالنفس وإثبات القدرة على التحكم في مسار الحياة المالية.
تأمل في قصص النجاح حولك، وستجد أن معظمها يرتبط بالتفكير الإيجابي والالتزام بالعمل نحو الأهداف. فالمليونيرات الناجحين يتمتعون عادة بعقلية تفاؤلية، وهم يفهمون أن النجاح يأتي مع التحفيز الدائم والتكامل بين التفكير والعمل الجاد.
لتحقيق الاستمرارية، يمكنك أيضًا تطوير عادات يومية إيجابية. ابدأ يومك بتحديد أهداف يومية صغيرة وركز على تحقيقها. كما يمكن أن تكون القراءة اليومية لمصادر إلهام وتحفيز، مثل كتب تطوير الذات أو قصص نجاح الأفراد، وسيلة فعّالة لتعزيز روح الإصرار والالتزام.
علاوة على ذلك، يشدد الكتب والمقالات حول هذا الموضوع على أهمية تغيير العقلية النفسية لتحقيق النجاح المالي. إذ يُظهر هارف إيكر أهمية وضع عقلية النجاح وتجاوز الأفكار السلبية التي قد تكون واردة من البيئة المحيطة.
لن تكون الرحلة نحو تحقيق الاستمرارية في النجاح سهلة، ولكن بالالتزام وتغيير العقلية، يمكن تجاوز الصعوبات والتحول إلى حياة مالية مستقرة ومزدهرة. اعتن بنفسك يوميًا وتذكر أن التفكير الإيجابي والاستمرار في الجهد سيساعدانك في تحقيق تلك الأهداف المالية التي تسعى إليها.