في ظل عصر المعرفة الذي نعيشه، يسعى الكاتب محمد عدنان سالم في كتابه الهام بعنوان “نحن والقرآن ومتغيرات عصر المعرفة” إلى إعادة تعريف العلاقة بين المسلم وكتابه المقدس، القرآن الكريم. يتناول الكتاب قضايا متنوعة وملهمة تتعلق بكيفية جعل القرآن جزءًا فعّالًا من حياة المسلم، حيث يركز على تحفيز الفهم العميق والتأمل في محتويات الكتاب المقدس.
يقوم الكاتب برسم رؤية جديدة لتفاعل المسلم مع القرآن، يسعى من خلالها إلى تحفيز الفهم الشامل والتفاعل الفعّال. يدعو المؤلف إلى العمق في فهم النصوص القرآنية وربطها بالواقع الحديث، بحيث يمكن للمسلم أن يرى القرآن كمرشد حياتي يوجهه في مختلف جوانب حياته.
الكتاب يتسم بالدعوة إلى فتح أبواب الاجتهاد في فهم القرآن، وعدم الانحياز إلى التفاسير القديمة فقط بحجة قربها من عصر التنزيل. يعكس الكاتب على أهمية التجديد والاستفادة من القدرات العقلية والعلمية لكل جيل جديد. يرفض الوقوف عند حدود التفسير التقليدي، مؤكدًا أن كتاب الله تعالى يظل متجددًا، وعلى الإنسان أن يتفاعل معه بحسب قدراته واحتياجاته المعرفية الفريدة.
الكتاب الهام والجدير بالقراءة، فهو يفتح آفاقًا جديدة للتفكير في كيفية استيعاب القرآن في حياة المسلم اليومية، ويسعى لتحفيز التفكير النقدي والتأمل العميق في النصوص الدينية. يمثل هذا العمل الأدبي الإسلامي إضافة قيمة إلى مكتبة الأدب والخيال الإسلامي، محفزًا للقراءة والبحث في مفاهيم الدين وتفسيراته.