في الخامس والعشرين من فبراير عام 1994، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران المدني في بيرو، حيث تحطمت طائرة من طراز ياكوفليف YAK-40 تابعة لشركة إكسبريسو أيرو Expresso Aéreo، وذلك بالقرب من كاربيش في بيرو. وقد كانت الطائرة في رحلة داخلية تربط بين مدينة خنانخوي Jananjui ومدينة توكاتشي Tocache ومن ثم إلى تينغو ماريا Tingo Maria وصولاً إلى العاصمة ليما.
بيانات الطائرة كانت كالتالي: تحمل الطائرة الرقم التسلسلي 9640950 وكانت مسجلة بالتسجيل OB-1559، وكانت تقل على متنها 31 شخصاً. وبمأساوية لا توصف، فقد لقوا جميعاً حتفهم في هذا الحادث الأليم، حيث بلغ عدد الوفيات على متن الطائرة 31 شخصاً، دون وجود ناجين. ولحسن الحظ، لم يتأثر أي شخص على الأرض جراء هذا الحادث المروع.
تفاصيل الحادث تشير إلى أن الطائرة اصطدمت بجبل سيرو كاربيش Cerro Carpich على ارتفاع يبلغ حوالي 4000 قدم، وذلك بعد مرور ست دقائق فقط من إقلاعها من مطار تينغو ماريا. تقديرات أولية تشير إلى أن سبب الحادث قد يكون عائداً إلى عوامل جوية أو تقنية، ولكن التحقيقات اللاحقة أظهرت أن هناك عدم كفاءة في عملية الإقلاع، ربما نتيجة لظروف جوية سيئة أو أخطاء بشرية في القرارات الطيرانية.
إن هذا الحادث الأليم يظل تذكيراً مروعاً بأهمية الالتزام بأعلى معايير السلامة في صناعة الطيران، وضرورة إجراء تحليل دقيق للظروف الجوية والفنية قبل كل رحلة، لضمان سلامة الركاب والطاقم على متن الطائرة، ولتفادي وقوع كوارث مميتة مثل هذه.