في السابع والعشرين من فبراير عام 1988، وقعت واحدة من الكوارث الجوية المأساوية التي لا تُنسى على الإطلاق، حيث تحطمت طائرة تابعة لشركة “طاليا إير وايز” (Talia Airways) بالقرب من مدينة إرجان في قبرص. وقع الحادث في تمام الساعة العاشرة والخمسة والعشرين دقيقة صباحًا بتوقيت المحلي. كانت الطائرة من طراز بوينج B-727-2H9A، وكانت متجهة من مدينة اسطنبول بتركيا إلى إرجان في قبرص.
على متن الطائرة كانت توجد خمسة عشر شخصًا، وللأسف الشديد، فإن جميع الركاب وأفراد الطاقم لقوا مصرعهم في هذا الحادث المأساوي. لم يكن هناك أي خسائر بشرية على الأرض.
تشير التقارير إلى أن سبب الحادث يعود إلى خطأ من الطاقم الطائرة، حيث قام الطيار بقرار غير صائب أثناء عملية الهبوط. فقد قام الطيار بالتخلي عن النهج الإقليمي للطيران (IFR) وقام بالانحراف عن المسار المخطط له، مما أدى إلى انحراف الطائرة وتصادمها بجبل على بعد حوالي 20 كيلومترًا شرق مدينة كيرينيا في تركيا.
بعد أن أدرك الطيار خطأه، حاول الصعود والدوران لليسار في محاولة لتجنب الاصطدام، ولكن للأسف الشديد، فقد فشلت محاولاته واصطدمت الطائرة بالجبل، مما أسفر عن خسائر فادحة.
هذا الحادث يسلط الضوء على أهمية أخذ القرارات الصائبة واتباع الإجراءات الصحيحة خلال عمليات الطيران، وكذلك على أهمية تدريب أفراد الطاقم على التعامل مع المواقف الطارئة واتخاذ الإجراءات السليمة في مواجهتها.
لقد ترك هذا الحادث بصمة مؤلمة في ذاكرة الطيران، مؤكدًا على ضرورة اليقظة والحذر في كل رحلة جوية، حيث أن أدنى خطأ يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة وفاجعة لا يمكن تصورها.