في الحادي والعشرين من يناير عام 1980، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ إيران، عندما تحطمت طائرة الركاب من طراز بوينغ B-727-86 التابعة لشركة الطيران الوطنية الإيرانية، خلال محاولتها الهبوط في ظروف جوية صعبة بين الضباب والثلوج في جبال البرز بالقرب من مدينة لسكرك في محافظة مركزي.
كانت الطائرة تقوم برحلة من مدينة بابل سار إلى العاصمة طهران، وعلى متنها 128 راكبًا وطاقم الطائرة. وبينما كانت تقترب من مطار الوجهة، تعرضت الطائرة لحادث مروع حيث اصطدمت بجبل في المنطقة المحيطة بالمطار.
يُذكر أن ظروف الطقس كانت سيئة للغاية في ذلك اليوم، حيث كان هناك ضباب كثيف وتساقط للثلوج، مما قد يكون قد أدى إلى تقليل الرؤية بشكل كبير وجعل من الصعب على الطاقم الطيران تحديد المسار بشكل دقيق أثناء المناورة الهبوطية.
وفقًا للتقارير، فإن نظام الرادار الأرضي كان غير فعال، بالإضافة إلى عدم عمل نظام إرسال الإشارة المرئية والمسار المؤشر اللاسلكي (ILS)، وهي أنظمة أساسية للمساعدة في الهبوط بشكل آمن في ظروف الطقس السيئة.
تم تسجيل جميع الأشخاص على متن الطائرة، بما في ذلك أفراد الطاقم والركاب، كضحايا في هذا الحادث المأساوي، حيث بلغ عدد الوفيات 128 شخصًا، فيما لم تُسجل أي وفيات على الأرض.
تم تحديد أن السبب الرئيسي وراء الحادث كان عدم قدرة الطاقم على رؤية الهبوط بوضوح بسبب الظروف الجوية السيئة، بالإضافة إلى فشل أنظمة المساعدة في الهبوط في العمل بشكل صحيح، مما أدى إلى تحطم الطائرة.
يظل حادث تحطم طائرة بوينغ B-727-86 في جبال البرز من بين الكوارث الجوية البارزة التي شهدتها إيران، ويُعتبر تذكيرًا مأساويًا بأهمية الإجراءات الأمنية وأنظمة المساعدة في الطيران، خاصة في ظل ظروف الطقس السيئة.