في يوم الثاني عشر من نوفمبر عام 1999، كانت السماء فوق بالقرب من بريشتينا في كوسوفو شاهدة على واحدة من أكثر الكوارث الجوية حزناً ومأساة، حيث تحطمت طائرة من طراز أيروسباتيال ألينيا ATR-42، التابعة لشركة ساي فلاي – الخدمة الجوية الخاصة بالأمم المتحدة، رحلة رقم 3275، أثناء رحلتها من روما، إيطاليا إلى بريشتينا، كوسوفو، وكان من المقرر أن تقوم بوقوف في تيرانا، ألبانيا.
الطائرة اختفت فجأة عن شاشات الرادار، وتحطمت بعد ذلك بحوالي 10 أميال شمال بريشتينا، اصطدمت بجبل في ظروف جوية سيئة، مما أدى إلى وفاة جميع الأشخاص البالغ عددهم 24 شخصاً الذين كانوا على متن الطائرة، دون وقوع أي خسائر بشرية على الأرض.
كانت الطائرة في مهمة إنسانية روتينية لتوزيع المساعدات الغذائية، ولكن الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة كانت متعددة ومعقدة. من بين العوامل التي ساهمت في الحادث الفاجع، كان نقص الانضباط الإجرائي وقلة اليقظة أثناء الطيران في المناطق الجبلية، وكذلك تتبع غير صحيح من قبل سيطرة المرور الجوي العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، كانت التعب الذي تعانيه طاقم الطائرة له أثره السلبي على قراراتهم وتصرفاتهم، بالإضافة إلى عدم عمل نظام تحذير الارتطام بالأرض GPWS بشكل صحيح.
تلك الحادثة تجسدت فيها الفاجعة والمأساة، وأظهرت الأهمية البالغة للالتزام بالقواعد الجوية والإجراءات الأمنية، خاصة عند التحليق في الظروف الجوية الصعبة وفي المناطق الجبلية، حيث تتطلب المهمات الإنسانية التي يقوم بها طيارون وطواقم طيران اليقظة الدائمة والاستعداد التام للتعامل مع أي تحديات قد تواجههم في السماء.