في يوم 24 أغسطس عام 1965، تعرضت طائرة من طراز Lockheed KC-130F لحادث مروع في هونغ كونغ، وذلك في أحداث تاريخية ألمت بالمجتمع العسكري والمدني على حد سواء. فقد كانت الطائرة تابعة للقوات البحرية الأمريكية (U.S. Marine Corps)، ولكن الحادث الذي وقع لم يكن نتيجة لمواجهة عسكرية، بل كان نتيجة لسلسلة من الأخطاء البشرية التي أدت إلى تحطمها وسقوطها في خليج كولون بعد إقلاعها من مطار كاي تاك (Kai Tak) في هونغ كونغ.
كانت الطائرة متجهة في رحلتها من هونغ كونغ إلى دا نانج، وقد كانت تقل على متنها 72 شخصًا. ومن بين هؤلاء، لقوا مصرعهم 59 شخصًا، فيما نجا 13 آخرون بأعجوبة من هذا الحادث المأساوي. يُذكر أنه لم يكن هناك خسائر بشرية على الأرض جراء هذا الحادث.
تشير التقارير إلى أن سبب الحادث كان يعود إلى خطأ من قبل الطيار وطاقم الطائرة. فقد قرر القائد المسؤول عن الرحلة المضي قدمًا بعملية الإقلاع رغم وجود عطل في أحد محركات الطائرة، حيث كانت تعمل فقط ثلاثة من أصل أربعة محركات. ولم يتم خفض جناح المحرك الغير قادر على العمل بشكل صحيح أو تعديل موازنة الطائرة للتكيف مع عملية الإقلاع بثلاث محركات.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن قرار عدم إلغاء الإقلاع بعد فقدان السيطرة على اتجاه الطائرة كان أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى الحادث الفظيع. إن عدم اتخاذ قرار بإلغاء الرحلة في وقت مبكر بعد أن تم فقدان السيطرة على اتجاه الطائرة كان قراراً مأساوياً، حيث أن السيطرة على الطائرة في مثل هذه الحالات تكون أمر حيوي لضمان سلامة الرحلة والركاب.
يعتبر هذا الحادث تذكيرًا مؤلمًا بأهمية اتخاذ القرارات الصائبة في مجال الطيران، وضرورة الامتثال للإجراءات السليمة في حالات الطوارئ، وخاصة عند مواجهة مشاكل فنية في الطائرة قبل أو أثناء الرحلة. وقد أدت سلسلة الأخطاء البشرية في هذه الحادثة إلى خسائر بشرية كبيرة، وتظل درسًا مؤلمًا يجب أن يتعلم منه كل من يعمل في صناعة الطيران لضمان سلامة الركاب والطواقم في كل رحلة جوية.