في يوم الجمعة الموافق 14 مارس عام 1980، وفي تمام الساعة الحادية عشر صباحًا بتوقيت مدينة وارسو ببولندا، شهدت السماء المحاذية لهذه المدينة حادثًا مأساويًا أودى بحياة العديد من الأشخاص على متن رحلة الطيران رقم 007 التابعة لشركة الخطوط الجوية البولندية “LOT Polish Airlines”. تلك الرحلة كانت تقوم برحلتها الجوية من مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية متجهةً نحو مدينة وارسو البولندية.
كانت الطائرة المعنية بهذا الحادث من طراز “إيليوشن إل-62″، وكان رقم التسجيل الخاص بها SP-LAA، وكانت تحمل على متنها 87 راكبًا، جميعهم لقوا حتفهم في هذا الحادث المروع. الرحلة كانت تسير على ما يبدو بشكل طبيعي حتى لحظة محاولة الهبوط في مطار وارسو، حيث بدأت المشكلات في الظهور.
وفي لحظة محاولة الهبوط، شعرت طاقم الطائرة ببعض العلامات التحذيرية التي تشير إلى عدم نزول عجلات الهبوط بشكل صحيح. للتعامل مع هذا الموقف، قرر الطاقم تنفيذ إجراء الاسترجاع للطائرة للخلف وإعادتها إلى الارتفاع. ولكن للأسف، في لحظة تشغيل المحركات لتنفيذ هذا الإجراء، تحطم المحرك رقم 2 بشكل مفاجئ، مما أدى إلى تلف محركين آخرين وقطع خطوط التحكم بالمراجل وبالمصعد.
تحطمت الطائرة بالقرب من مدرج المطار، لمسافة لا تتجاوز نصف ميل من مدخل المدرج. وتبين فيما بعد أن سبب تحطم المحرك رقم 2 كان نتيجة لتعب المعدن في قرص المحرك. وقد كانت الخسائر فادحة، حيث لقي جميع الركاب مصرعهم، ولم تتسبب الحادثة في أي خسائر بشرية على الأرض.
من بين الضحايا كان هناك 22 عضوًا من فريق الملاكمة الأمريكي بالإضافة إلى المغنية البولندية آنا يانتار. وقد كان اسم الطائرة المنكوبة “ميكولاي كوبرنيك”. هذا الحادث لن يُنسى، فقد ترك أثرًا عميقًا في ذاكرة الطيران العالمية كواحد من أكثر حوادث الطيران فظاعة وكارثية في تاريخ الطيران.