تعالوا نغوص سوياً في عالم يشكله التاريخ البشري وتحولاته المستمرة، حيث يرتبط الأمر بنمو وهجرة السكان، وبالفرص والقيود التي يوفرها البيئة، وبظهور التكنولوجيا الجديدة. إنه عالم تتشابك فيه هذه القوى بحالة من الاضطراب الغير مسبوق. فقد تضاعف عدد سكان العالم أكثر من مرتين خلال الأربعين سنة الماضية ليصل إلى مستواه الحالي البالغ 5.5 مليار نسمة، وسيتجاوز العدد 8 مليارات، وربما حتى 10 مليارات في بداية القرن القادم. كيف ستعيد هذه الأعداد الهائلة تشكيل حدود العالم، وتجعل البيئة الهشة أكثر توتراً، وتعيد صياغة السياسات؟
التكنولوجيا الجديدة تحل محل العمل التقليدي بأنظمة إنتاج واتصالات جديدة بشكل جذري، مما يعد بتغييرات هائلة في المجتمعات الصناعية والزراعية التقليدية على حد سواء. هل ستجعل التطورات المحتملة في التكنولوجيا الحيوية منتجي الطعام التقليديين عديمي الفائدة؟ وما هو دور الروبوتيات في عالم يحتاج ملايين الوظائف الجديدة سنوياً لاستيعاب السكان المتزايد بسرعة؟ وما ستكون دور المرأة؟
كيف ستؤثر انتشار الإيدز على النمو السريع للسكان في بلدان مثل الهند أو في وسط أفريقيا؟ وكيف ستؤثر كل هذه التغيرات المعقدة والمترابطة فيما بينها على الدول الفردية وهي تكافح مع ضغوطها العرقية والاقتصادية، بما في ذلك حتمية تزايد الهجرة من الأقل نمواً إلى الأثرى في العالم، حيث ينفجر السكان في المناطق الأقل نمواً وينخفض في مناطق مثل اليابان وبعض مناطق شمال أمريكا والقارة الأوروبية؟
بالنظر إلى تاريخها، كيف ستكون استجابة اليابان والولايات المتحدة وأوروبا – فضلاً عن بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية – لهذه الظروف غير المسبوقة؟ وما هو دور التعليم في عالم ثنائي أو ثلاثي المستويات؟
كتاب “الاستعداد للقرن الواحد والعشرين” للبروفيسور كينيدي يعالج سؤالاً أكبر وأكثر حداثة: كيف ستؤثر القوى عبر الحدود في عالم من الموارد النادرة والاتصالات الفورية والسكان المتزايد على الدول في العالم والأشخاص الذين يعيشون فيها مع بزوغ القرن الجديد؟