في كتاب “أجر الكفاءة وأثره على تحسين الأداء في المؤسسة”، يقدم الكاتب حمود حيمر تحليلاً شاملاً لموضوع حيوي يتعلق بتطوير أداء الموارد البشرية في البيئة العملية. يتناول الكتاب بعمق وتفصيل قضية تحسين الأداء من خلال ربطها بمعيار الكفاءة، وكيف يمكن أن يؤثر هذا الارتباط على العمليات والنتائج في المؤسسات المختلفة.
يبرز الكاتب في بداية الكتاب أهمية تحسين أداء الموارد البشرية، حيث يعتبر ذلك التحسين التحدي الرئيسي الذي يواجه المدراء في مختلف القطاعات. يشدد حمود حيمر على أن هناك حاجة ملحة لاعتماد نظام فعال لتحفيز الموارد البشرية، سواء على الصعيدين المادي والمعنوي، بهدف جعلها تتنافس بشكل أفضل لاكتساب المهارات والكفاءات الجديدة.
يقوم الكتاب بتسليط الضوء على أهمية استخدام معيار الكفاءة في بناء أنظمة الحوافز والتعويضات. يشير الكاتب إلى أن العديد من الدراسات أثبتت ارتباطاً مباشراً بين أداء المؤسسة ومستوى كفاءة الموارد البشرية. ومن هنا، يقترح حمود حيمر أن يحصل الموظفون على مكافأة تتناسب مع مستوى كفاءتهم، مما يشجعهم على تنمية وتطوير مهاراتهم باستمرار.
بالإضافة إلى ذلك، يتحدث الكتاب عن الأثر النفسي لاعتماد معيار الكفاءة في تحديد الأجور، حيث يخلق هذا النظام إحساسًا بالعدالة في التوزيع. يعمل ذلك على تعزيز استقرار الموارد البشرية في بيئة العمل، وبالتالي يسهم في تقليل معدل دوران العمالة. ومن خلال تحسين استقرار الفريق العامل، تكتسب المؤسسة ميزة تنافسية في سوق العمل، مما يسهم في تحقيق أهدافها بكفاءة أكبر.
يستند الكتاب إلى دراسات موثوقة وتجارب عملية، ويقدم رؤية شاملة لكيفية تنظيم نظم الحوافز والتعويضات باستخدام معيار الكفاءة. يختتم الكاتب بتسليط الضوء على أهمية استفادة المؤسسات من موارد بشرية عالية الكفاءة، وكيف يمكن لإدارة مساراتهم الوظيفية تحقيق مرونة وظيفية تساهم في قدرتهم على التكيف مع التطورات المتسارعة في البيئة العامة.
في الختام، يُعتبر هذا الكتاب إسهامًا قيمًا في فهم كيف يمكن لمعيار الكفاءة أن يكون ركيزة أساسية في تحسين الأداء وتعزيز استدامة المؤسسات في مجتمعنا المتغير بسرعة.