في كتاب “تحدث معي: رحلات في وسائل الإعلام والسياسة” للكاتبة آنا ديفير سميث، نجد أن هذا العمل الأدبي يتميز بفرادته وبقدرته الفريدة على الاستماع وفهم الآخرين. وقد نشأت عروضها الفردية الفائزة بجوائز عديدة من قدرتها الرائعة على الاستماع. في هذا الكتاب، تقوم سميث بتوظيف مهارتها النادرة في التركيز على لغة السلطة السياسية في أمريكا.
تؤمن آنا ديفير سميث بأن الشخصية واللغة متشابكتان بشكل لا يمكن فصله، ومن هنا تبدأ رحلتها في استخراج جوهر أمريكا من خلال الاستماع إلى شعبها ومحاولة التقاط صورة لسياستها. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، تسافر إلى بعض أبرز المواقع في أمريكا، مثل اجتماعات الحزب الجمهوري والديمقراطي في عام 1996، وإلى بعض أظلم زواياها، مثل سجن نسائي في ولاية ماريلاند. وعلى طول الطريق، تجري مقابلات مع جميع فئات المجتمع، بدءًا من العمال النظافة وصولاً إلى القتلة وحتى بيل كلينتون نفسه.
إن هذا الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو تعليق اجتماعي وتأمل في لغة السياسة. يتسم هذا العمل بالطموح الضخم حيث يسعى لاستكشاف جوانب متعددة، يكون فيها الكتاب ذا قيمة كبيرة وفريدة في نفس الوقت. يجمع بين جوانب المذكرات والتعليق الاجتماعي، ويعتبر هذا الكتاب تحفة أدبية مثيرة بامتياز.
يندرج هذا الكتاب تحت فئة السير الذاتية والسير الذاتية السياسية، حيث يقدم نظرة عميقة وشاملة في عالم السياسة والإعلام. صدر هذا العمل الرائع عن دار النشر “أنكور” في تشرين الأول من عام 2001، وقد أثار إعجاب الجماهير ونال إعجاب النقاد.