تحت عرش الرحمن، يتناغم قلم الشاعر ياسر العيتي ليخلق ملحمة شعرية تسرد لنا قصة الأخوة بأسلوب يأسر القلوب وينبعث منه عبق الجمال اللغوي والعمق الفكري. إنها مجموعة قصائد تتراقص على أوتار الوجدان، تنثر الحكمة والأمل كنفحات من رحمة الله، تشكل لوحة فنية تجمع بين الأدب والدين.
الكتاب ينسج خيوطه حول مفهوم الأخوة، يرويها الشاعر بلغة مفعمة بالعاطفة والشوق، مرسمًا لنا صورًا من عالمه الداخلي المليء بالمشاعر الصادقة والتجارب الإنسانية العميقة. يُسلط العيتي الضوء على قيمة الأخوة كنعمة إلهية تمتد جذورها في أرجاء الحياة، ويعزز فكرة أن الأخوة هي نسيم من نسائم الجنة ينعش قلوب المتحابين.
على صفحاته ال172، يقدم الشاعر صورًا لحياة الأخوة وكيف يمكن للإنسان أن يجد الدفء والأمان في ظلالها. يتنقل القارئ مع الشاعر في رحلة عاطفية تتخللها لحظات الفراق والشوق، وكيف يكون الشعور بالأخوة علاجًا لأوجاع الغربة والابتعاد عن الأحباء.
يتزين الكتاب بغلاف عادي يعكس بساطة وجمال المحتوى الذي يحمله، مما يضفي للقارئ دعوة لاكتشاف عالم الأخوة بعيون الشاعر العاشق لهذا المفهوم. ومع ذلك، يبقى عام النشر غير محدد، رغم أن المؤلف يسعى لنقلنا من خلال كتابه إلى عالم خالٍ من الزمن والمكان.
يقدم الكتاب الأدب والخيال في أبهى صورهما، ويندمج ضمن فئة الأعمال الكاملة، مما يجعله محط اهتمام القرّاء الباحثين عن تجربة أدبية مميزة. ويأتينا هذا الكنز الأدبي من خلال المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، الذي يسهم في نشر الثقافة والفكر بأسلوب يجمع بين الجودة والروحانية.
في الختام، يعتبر “تحت عرش الرحمن” لياسر العيتي تحفة أدبية تستحق الاكتشاف، حيث يجمع بين رونق اللغة وعمق المعنى، ويعكس براعة الشاعر في التعبير عن قيم الأخوة بأسلوب يلامس أوتار القلوب ويترك انطباعًا عميقًا في نفوس القرّاء.