في كتاب “الربط: كيف أن التعاون بين القاعدة وصدام حسين خطّر أمريكا” للكاتب ستيفن إف. هايز، نجد أنفسنا مستقرين في فترة ما بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر حيث كانت الولايات المتحدة وكأنها في حالة من الاستنفار الدائم، متخوفة من حدوث هجمات جديدة وغير معروفة المصدر والهدف. في هذه الفترة، كان أعداء أمريكا يبدون وكأنهم يحيطون بها من جميع الجهات، ولعدة أشهر مقلقة، عاش الناس في حالة من الخوف المتواصل من أن يكون الجهات المنفذة تخطط لهجوم جديد، أو الأسوأ من ذلك، أن أخطر أعداءنا – تنظيم القاعدة ونظام صدام حسين القاتل في العراق – قد يتحالفون ضدنا.
حذرت إدارة بوش ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت من التفاهم الذاتي وأشاروا إلى الدلائل المتزايدة على أن تنظيم القاعدة والعراق كانا في تحالف. لكن قضيتهم تم تقويضها من قبل مسؤولين مخابرات غير معروفين، وسياسيين متشككين، ووسائل إعلام متذللة. لذا، استرخت أمريكا. استقر الاعتقاد المريح: أن أسامة بن لادن كان متشددًا متحمسًا، وصدام حسين ديكتاتور علماني. الاثنان لن يتعاونا أبدًا، ولا يمكنهما أبدًا ذلك. أفادت شبكة ABC News أنه لا يوجد أي ارتباط بينهما، وقالت ذلك أيضًا صحيفة New York Times، وقريبًا جدًا اتفق الجميع.
لكن كان الجميع على خطأ.
في “الربط”، يعتمد ستيفن هايز على استجوابات وكالة المخابرات المركزية، ومذكرات سرية من وكالات المخابرات الوطنية لدينا، ومقابلات مع قادة عسكريين عراقيين ومسؤولين في واشنطن ليثبت أن صدام وبن لادن لم يكونا فقط يمكن أن يتعاونا، بل إنهما فعلاً فعليا تعاونا – علاقة غريبة تعود إلى أكثر من عقد وقد تشمل التعاون في الأعمال الإرهابية، وتدريب على الأسلحة الكيميائية، وإيواء بعض أخطر الراديكاليين في العالم.
اعتُبر المقال المدوَّن بواسطة ستيفن هايز في مجلة Weekly Standard عن هذا الموضوع قنبلة، واستشهد نائب الرئيس تشيني بأنه “أفضل مصدر للمعلومات” حول اتصالات صدام بن القاعدة. الآن يتناول هايز المزيد، مكشوفًا الآليات الداخلية لأخطر أعداء أمريكا وتقديم تصحيح واضح لكميات كبيرة من المعلومات غير المبلغ عنها، والتي تم تسييسها، وببساطة معلومات خاطئة.
“الربط” هو وصف مثير للعمليات الحربية على الإرهاب ودراسة حالة في كيفية يمكن للافتراضات البيروقراطية والغرور الإعلامي أن تضعنا جميعًا في خطر.