10 نصائح لتجنب مساوئ الفيسبوك

أصبح فيسبوك منذ انطلاقه عام 2004 واحدًا من أبرز منصات التواصل الاجتماعي في العالم، حيث يجمع مليارات المستخدمين من مختلف الثقافات والجنسيات، ويتيح لهم التفاعل ومشاركة المحتوى الشخصي والمهني. وعلى الرغم من المزايا العديدة التي يقدمها، مثل تعزيز التواصل الاجتماعي، والتسويق الرقمي، وتبادل المعلومات، إلا أن له أيضًا جوانب سلبية متعددة تؤثر على المستخدم نفسيًا، واجتماعيًا، وأمنيًا، وثقافيًا. ولذلك فإن التعامل مع هذه المنصة يتطلب وعيًا رقميًا عميقًا وسلوكًا رشيدًا يُمكِّن الفرد من الاستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها.

في هذا المقال، سيتم تقديم عشر نصائح عملية وموسعة لتفادي مساوئ استخدام فيسبوك، من خلال تحليل كل خطر قائم وتقديم خطوات مدروسة للتعامل معه.

1. تقنين وقت الاستخدام لتفادي الإدمان الرقمي

إحدى أبرز سلبيات فيسبوك تكمن في طبيعة التصميم النفسي للمنصة، والذي يستهدف استغلال نظام المكافآت في الدماغ، مما يؤدي إلى الإدمان الرقمي. حيث يقضي بعض المستخدمين ساعات طويلة يوميًا على المنصة دون إدراك للوقت أو الفائدة المرجوة، مما يؤثر سلبًا على جودة النوم، والإنتاجية اليومية، والتركيز الذهني.

لذلك، يُنصح باستخدام تطبيقات تتبع الوقت مثل Digital Wellbeing أو Moment لمراقبة عدد الساعات المستغرقة على فيسبوك يوميًا، ووضع حد أقصى للمدة الزمنية لا يتجاوز 60 دقيقة في اليوم. كما يُفضَّل تحديد أوقات محددة لتصفح فيسبوك – مثل ساعة في المساء فقط – مع الامتناع عن استخدامه في أول ساعة من الاستيقاظ وآخر ساعة قبل النوم، حماية للنوم وتركيز العقل.

2. إلغاء متابعة الحسابات التي تسبب التوتر أو المقارنة السلبية

التمرير المستمر في “الخلاصة الإخبارية” على فيسبوك يعرض المستخدم بشكل متكرر لمحتوى يقارن حياته بآخرين، وهو ما يؤدي إلى القلق، وتدني احترام الذات، والشعور بالنقص. يُظهر الباحثون أن رؤية حياة الآخرين من خلال “الواجهة المثالية” التي يصنعها كل فرد على فيسبوك، يزرع شعورًا بعدم الكفاية، خاصة بين المراهقين والشباب.

يُنصح بإلغاء متابعة الحسابات التي تبث محتوى يُشعر المستخدم بالضغط أو النقص، والتركيز على متابعة الصفحات المفيدة والمُلهمة، مثل الصفحات العلمية، الثقافية، أو التحفيزية. كما يجب تعزيز الوعي بأن ما يُنشر على فيسبوك ليس تمثيلًا دقيقًا للحياة الواقعية، بل هو اختيار انتقائي للحظات الجيدة فقط.

3. إغلاق الإشعارات للحد من التشتيت والانقطاع الذهني

الإشعارات المتكررة التي تصل من فيسبوك تساهم في تشتيت الذهن وتقليل التركيز، خاصة خلال أوقات الدراسة أو العمل. تُظهر الدراسات أن كل إشعار يؤدي إلى “مقاطعة معرفية”، قد يستغرق الدماغ بعدها من 20 إلى 25 دقيقة لاستعادة تركيزه الكامل.

لذلك، يُوصى بإيقاف الإشعارات غير الضرورية لتقليل التشتت، والاكتفاء بالإشعارات ذات الصلة المهنية أو العائلية. يمكن ضبط هذه الخيارات من إعدادات التطبيق نفسه، أو عبر إعدادات الهاتف الذكي. كما يمكن تخصيص أوقات محددة لفتح التطبيق بدلاً من التفاعل مع كل إشعار فورًا.

4. تجنب مشاركة البيانات الشخصية لحماية الخصوصية

أحد أكبر المخاطر المرتبطة بفيسبوك يتمثل في تهديد خصوصية المستخدم. حيث تقوم المنصة بجمع وتحليل كمّ هائل من المعلومات الشخصية مثل الموقع الجغرافي، العلاقات الاجتماعية، الاهتمامات، وحتى ميول الشراء. وتُعد هذه البيانات عرضة للاستغلال التجاري أو حتى للاختراقات الأمنية.

لتفادي ذلك، يجب تجنب نشر أية معلومات حساسة مثل عنوان السكن، رقم الهاتف، صور الأطفال، أو تفاصيل الحسابات البنكية. كما ينبغي مراجعة إعدادات الخصوصية وتحديد من يمكنه مشاهدة المنشورات، الصور، أو البيانات الشخصية. كذلك يُفضل استخدام أسماء رمزية وعدم ربط الحسابات الشخصية بالحسابات البنكية أو وسائل الدفع.

5. عدم الانجرار وراء المحتوى التحريضي أو المضلل

تنتشر على فيسبوك الكثير من الأخبار الكاذبة والمحتوى التحريضي الذي يهدف إلى التأثير على الرأي العام أو بث الانقسام الاجتماعي. وتُظهر الأبحاث أن المنشورات العاطفية والمثيرة تحصل على تفاعل أكبر، مما يجعلها تنتشر بسرعة، حتى لو كانت مضللة.

ينبغي للمستخدم أن يتبنى عقلية نقدية عند التعامل مع الأخبار أو المنشورات السياسية أو الدينية أو الاجتماعية. كما يُستحسن التحقق من صحة الأخبار من مصادر موثوقة قبل مشاركتها، وتجنّب التفاعل مع المنشورات التي تستخدم لغة عدائية أو استفزازية.

6. الامتناع عن الدخول في جدالات غير مجدية

تسود فيسبوك ثقافة “النقاش الإلكتروني الحاد”، حيث تتحول النقاشات البسيطة إلى مشادات كلامية قد تفضي إلى السب، التنمر، أو حتى التهديد. هذا النوع من التفاعل السلبي يؤثر سلبًا على الصحة النفسية، ويسبب التوتر، ويضيع الوقت دون نتيجة.

أفضل طريقة لتفادي ذلك هي تجنّب الجدالات في التعليقات، خاصة مع الغرباء، أو الأشخاص ذوي الفكر المتعصب. كما يُفضل استخدام خاصية “إخفاء التعليقات” أو “تقييد الحساب” إذا كان هناك مضايقة مستمرة من طرف معين. يمكن أيضًا اللجوء إلى خاصية الإبلاغ عن السلوك المسيء.

7. تنظيم قائمة الأصدقاء بعناية

كثير من مستخدمي فيسبوك يقبلون طلبات الصداقة من أشخاص لا يعرفونهم بشكل شخصي، مما يزيد من احتمالية التعرض للمحتالين، أو المتطفلين، أو حتى مجرمي الإنترنت. وقد تُمثّل هذه العلاقات الوهمية تهديدًا مباشرًا للسلامة النفسية أو الأمنية.

يُنصح بتنظيم قائمة الأصدقاء بانتظام، وإزالة الحسابات غير المعروفة أو غير النشطة. كما يجب عدم مشاركة تفاصيل خاصة أو صور حساسة مع الأشخاص الذين لم يتم التأكد من هويتهم. يُفضّل الاحتفاظ بدائرة أصدقاء محدودة وموثوقة، لتعزيز بيئة رقمية أكثر أمانًا.

8. الوعي بخوارزميات فيسبوك وتأثيرها على المحتوى

خوارزميات فيسبوك لا تُظهر كل ما ينشره الأصدقاء أو الصفحات، بل تقوم بتصفية المحتوى بناءً على التفاعل السابق، مما يخلق “فقاعة معلوماتية” تجعل المستخدم يرى فقط ما يؤكد قناعاته السابقة، ويعزله عن الآراء الأخرى أو الحقائق المختلفة.

لفك هذه الفقاعة، يُستحسن متابعة مصادر متنوعة من توجهات فكرية مختلفة، والمشاركة في مجموعات تعكس طيفًا واسعًا من الاهتمامات. كما يمكن تفعيل خاصية “المشاهدة أولًا” لبعض الصفحات الموثوقة، لتفادي فقدان المحتوى المهم بسبب خوارزميات التصفية.

9. تعليم الأبناء استخدام فيسبوك بشكل مسؤول

يستخدم الكثير من المراهقين والأطفال فيسبوك دون رقابة أبوية، مما يجعلهم عرضة لمخاطر متعددة مثل الاستغلال الإلكتروني، التنمر، المحتوى غير اللائق، أو حتى التأثر النفسي. تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال يُعانون من اضطرابات نفسية ناتجة عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

من الضروري للآباء تثقيف أبنائهم حول الاستخدام السليم لفيسبوك، وتعليمهم كيفية التعامل مع الرسائل المجهولة، وضبط الخصوصية، وتحديد أوقات محددة للاستخدام. يمكن أيضًا اللجوء إلى برامج الرقابة الأبوية لمتابعة النشاطات الرقمية، دون انتهاك لخصوصية الأبناء.

10. أخذ فترات راحة رقمية منتظمة

الإجهاد الرقمي الناتج عن التفاعل المستمر مع فيسبوك يمكن أن يؤدي إلى التعب الذهني، اضطرابات النوم، القلق الاجتماعي، والشعور بالعزلة. للتقليل من هذه التأثيرات، يُوصى بأخذ فترات راحة رقمية منتظمة (Digital Detox) تمتد من يوم إلى أسبوع حسب الحاجة.

خلال هذه الفترة، يجب حذف التطبيق مؤقتًا من الهاتف، وتجنب تسجيل الدخول إلى الحساب، وتخصيص الوقت لنشاطات واقعية مثل القراءة، الرياضة، أو التواصل وجهاً لوجه. هذه الممارسة تُعيد التوازن بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية، وتعزز من الصحة النفسية.

جدول: مقارنة بين السلوكيات الإيجابية والسلبية على فيسبوك

المصادر:

1. Andreassen, C. S., Torsheim, T., Brunborg, G. S., & Pallesen, S. (2012). “Development of a Facebook Addiction Scale.” Psychological Reports.

2. Pew Research Center. (2021). “Social Media Use in 2021.” https://www.pewresearch.org