دواء الريسبريدون (Risperidone) هو أحد الأدوية المستخدمة في علاج اضطرابات التوحد (Autism)، وينتمي إلى فئة العقاقير المعروفة بأدوية النيورولبتيك. يُستخدم الريسبريدون في علاج مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك اضطراب طيف التوحد والاضطرابات المرتبطة به.
بالنسبة للمريض الذي قام بتقديم تقييمه، فقد أشار إلى استخدام ابنه للريسبريدون بعد تشخيصه بالتوحد في سن الثالثة، حيث لاحظت العائلة تحسنًا واضحًا في سلوكه وتقليل في حدة التصرفات العدوانية والانهيارات العصبية في الفترة الأولى بعد بدء استخدام الدواء. لكن، لم يكن الريسبريدون فعالًا في معالجة اضطراب الوسواس القهري (OCD) الذي كان يعاني منه الطفل.
بعد فترة، اضطرت العائلة لزيادة جرعة الدواء بسبب تدهور حالة الطفل، ولكن بدأت الأعراض في التفاقم تدريجيًا. وفي نهاية المطاف، بدأ الطفل يشعر بأن هناك نمل يزحف على جسمه وبأن قلبه يصدر إشارات صوتية. قام الأطباء بإجراء فحوصات قلبية للطفل وكانت النتائج طبيعية، مما دفعهم إلى الاعتقاد بأن الدواء كان يسبب له تشوهات في الإدراك، ربما نتيجة للقلق وارتفاع معدل ضربات القلب.
نتيجة لهذه التجارب، تم سحب الريسبريدون وتبديله بدواء آخر، البروزاك (Prozac)، الذي لم يثبت فعاليته، ومن ثم تم تجربة دواء زولوفت (Zoloft) وأبيليفاي (Abilify) دون أي تحسن ملحوظ في حالة الطفل.
تجربة هذا المريض تُسلط الضوء على أهمية مراقبة الآثار الجانبية والاستجابة العلاجية لأدوية النيورولبتيك، خاصةً في حالات مثل اضطراب التوحد حيث يمكن أن تختلف استجابة الأفراد للدواء بشكل كبير. يجب دائمًا استشارة الطبيب المعالج قبل تغيير الدواء أو تعديل الجرعة، ويفضل المتابعة الدورية والتواصل المستمر مع الفريق الطبي المعني بعلاج الطفل لضمان تحقيق أقصى فائدة من العلاج وتقليل المخاطر المحتملة.