الدواء الذي تم ذكره هو الإسيتالوبرام (Escitalopram)، والذي يستخدم عادة في علاج اضطراب الاكتئاب الكبير (Major Depressive Disorder)، حيث يعمل على تصحيح التوازن الكيميائي في المخ من خلال زيادة نشاط مادة السيروتونين.
تجربة المريضة التي تم ذكرها توفر نظرة شخصية قيمة حول تأثير الدواء. بدأت المريضة استخدام الإسيتالوبرام عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها لعلاج اضطراب الاكتئاب الكبير واضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder)، واكتشفت فيما بعد وجود اضطراب الشخصية الحدودي (Borderline Personality Disorder) إلى جانب الحالتين السابقتين.
بدأت المريضة بجرعة 5 ملغ في الأسبوع الأول، ثم زادت الجرعة إلى 10 ملغ لمدة عامين، وأخيرًا زادت إلى 20 ملغ لمدة خمسة أشهر. خلال الأسبوع الأول من العلاج، ظهرت آثار جانبية مثل التثاؤب، التعرق الزائد خاصة في الليل، الضبابية العقلية، الغثيان، وحدوث حالات من الهيمانيا الدونية وقلة التركيز. هذه الآثار الجانبية عادت فقط عندما قاطعت المريضة العلاج فجأة دون استشارة الطبيب، حيث شعرت بظهور أعراض انسحابية مثل “الزنزانات العقلية”، تشنجات العضلات، والهلع.
وجدت المريضة أن الإسيتالوبرام ساعدتها في تقليل ردود الفعل العاطفية وبالتالي تحسين التفكير (رغم القدرة على البكاء)، كما لاحظت تحسنًا في مزاجها بشكل ملحوظ ولكن ليس بشكل مكثف. استمر هذا التأثير لمدة عام قبل أن يتوقف الدواء تمامًا عن العمل، حتى أن زيادة الجرعة إلى 20 ملغ لم تحقق أي تأثير إضافي.
يشير تقييم فعالية الدواء الذي قامت به المريضة إلى تقديرها بمعدل 6 من 10، مما يشير إلى تأثير معتدل في تخفيف الأعراض. تمت الموافقة على الدواء من قبل اللجنة الدولية للتنظيم الدوائي في 29 أغسطس 2017، وقد تم وصفه للمريضة مرتين.
هذه التجربة الشخصية تسلط الضوء على أهمية التواصل مع الطبيب قبل تغيير جرعات الدواء أو قطعه، وتظهر أهمية مراقبة الأعراض الجانبية وتقييم فعالية العلاج بانتظام.