“أن تكون وحيداً” للكاتب ما يوي تشن هو عمل نثري يعكس تجارب الذات في المجتمع الصيني الجديد، حيث ينسج المؤلف بين الواقع والخيال، وبين الحكمة الشعبية والتجارب الشخصية في ثلاثة فصول تأسر القارئ.
تنطلق الرحلة الأدبية مع بداية الكتاب بحديث داخلي يتناول الطفولة والماضي، حيث يتخللها روح الفلسفة والتأمل في أعماق الذات والعالم المحيط. يتميز هذا الجزء بالتفاعل العاطفي والتأمل في الذكريات التي تشكل شخصية الفرد وتوجهه في الحياة.
ثم يتحول السرد إلى وصف ومدح لجمال الطبيعة في ربوع الصين، حيث يتم تصوير الطبيعة بأسلوب وصفي مذهل يشعر القارئ بالاندماج العميق مع البيئة ورونقها الطبيعي، وكأنها جزء لا يتجزأ من حياة الأفراد وثقافتهم.
وفي ختام الكتاب، يتناول تشن قصصًا معاصرة تعبر عن واقع المجتمع الصيني الحديث بنقد ووعي، حيث يسلط الضوء على جوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية، مما يجعل هذا الجزء من الكتاب يتميز بالحس النقدي والتحليل العميق.
تجسد صفحات “أن تكون وحيداً” لما تشن تلاعبًا بين الواقع والخيال، وتمتعًا بالتأمل الفلسفي، وجمالية الوصف الطبيعي، مما يجعلها قراءة ممتعة ومثيرة للاهتمام لكل من يبحث عن تجربة أدبية غنية بالتنوع والعمق.