السفينة “Furious” هي إحدى الحاملات الجوية من طراز Courageous-class التي تم بناؤها لصالح المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى. بدأ العمل على تصميمها في وقت مبكر من الحرب لتعزيز القدرة البحرية للبلاد في مواجهة التهديدات البحرية الألمانية. تم تدشين السفينة في عام 1916، وقد كانت تعتبر في ذلك الوقت من بين أكبر وأقوى السفن الحربية في البحرية البريطانية.
تميزت “Furious” بقدرتها على حمل طائرات في زمن كانت مفهوم الطيران البحري لا يزال يتطور. تصميمها كان يسمح بحمل طائرات فوق سطح السفينة، وكذلك في أحواض السفينة. هذا الابتكار جعل من “Furious” سفينة فريدة من نوعها في زمن كانت فيه تكتسب الطائرات أهمية إستراتيجية متزايدة في المعارك البحرية.
رغم كون “Furious” تم تصميمها لتكون حاملة طائرات، إلا أنها كانت تفتقر إلى التجهيزات اللازمة لتشكيل قوة جوية بحرية كاملة. كانت السفينة تحمل طائرات ذات أنواع محدودة، وكانت مهمتها الرئيسية في الحروب البحرية هي دعم الأسطول البريطاني بوصفها منصة للطائرات المراقبة والاستطلاع، بالإضافة إلى الهجوم على الأهداف البحرية الخفية.
في الحرب العالمية الثانية، شاركت “Furious” في عدة حملات بحرية ولعبت دوراً هاماً في تأمين خطوط المواصلات البحرية ودعم القوات البريطانية وحلفائها. رغم أنها كانت قد تم تحديثها وتطويرها عدة مرات خلال تلك الحرب لتعزيز قدراتها، إلا أنها لم تكن تلعب دوراً مركزياً كحاملة طائرات في المسار الرئيسي للحروب البحرية في ذلك الوقت.
مع مرور الزمن، ومع تطور التكنولوجيا البحرية والجوية، أصبحت “Furious” قديمة بالنسبة للمعايير الحديثة، وخرجت من الخدمة في الخمسينيات. ومع ذلك، يظل إرثها ومساهمتها في تطوير استراتيجيات الحرب البحرية والطيران البحري ذات أهمية تاريخية كبيرة، حيث ساهمت في تعزيز فهم القوات البحرية لكيفية استخدام الطائرات في الحروب البحرية.