تتناول دراسة “نقود مدينة سجلماسة في العصر الإسلامي” للمؤلفة نيرة فتحي، بعمق وتفصيل، العديد من الجوانب الهامة لتاريخ المدينة وتطورها عبر العصور الإسلامية. تأسست مدينة سجلماسة في المغرب الأقصى خلال عصر دولة بني مدرار، وشهدت نهايتها في عهد دولة الأشراف العلويين، وهي الفترة التي امتدت من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة.
تعد هذه الدراسة فرصة فريدة لاستكشاف تاريخ النقود التي تم ضربها في سجلماسة خلال هذه الفترة الزمنية المهمة. تتنوع الفئات النقدية المدروسة في هذا البحث بين النقود الذهبية والفضية والنحاسية، ويتم التحليل الشامل لها بالاستناد إلى المجموعات المتاحة، سواء كانت ضمن المجموعات المتحفية أو المجموعات الخاصة.
تبرز أهمية مدينة سجلماسة في هذا السياق، حيث احتلت موقعاً استراتيجياً على طريق تجارتي الذهب والملح. وبفضل هذا الموقع، كانت المدينة محطة أساسية على خريطة التجارة في العصور الإسلامية الوسيطة. يتيح هذا البحث الفريد إمكانية سد الفراغ في دراسة النقود المغربية خلال هذه الفترة الزمنية، مساهماً بذلك في إثراء المعرفة حول التاريخ الاقتصادي والثقافي للمنطقة.
يتناول الكتاب على مدى 456 صفحة، بأسلوبه العلمي الوافر والمعمّق، العديد من الجوانب المتعلقة بالنقود والتجارة، ويسلط الضوء على التطورات الاقتصادية والاجتماعية في مدينة سجلماسة عبر العصور. الناشر، “نور للنشر”، قد قام بتقديم الكتاب بغلاف ورقي عالي الجودة، مما يعزز من قيمته كمصدر مرجعي في ميدان العلوم والطبيعة، تحديداً في فئة الكيمياء.
إن هذا الكتاب يشكل إسهاماً قيماً للدارسين والباحثين في ميدان التاريخ الاقتصادي والنقدي، حيث يقدم رؤية شاملة وفريدة حول تأثير المدينة وتاريخها في إطار العصور الإسلامية، ويعزز المعرفة حول العملات المتداولة في المنطقة. إنه عمل يجمع بين البحث الدقيق والسرد الشيق، ويعكس تفاني الكاتبة في استكشاف وتوثيق هذا الجانب المهم من تاريخ المغرب.