“تاريخ موجز للتمرد” هو عنوان كتاب يعالج قضية التمرد في بيئة البحر، بتأليف الكاتب ريتشارد وودمان. يستعرض الكتاب، الذي نشر عن دار النشر كارول وغراف في مايو عام 2005، تطورات هذه الظاهرة عبر العصور والتاريخ البحري.
ربما أكثر مما كان يخشاه الضباط البحريون من الأمواج والطقس، كانوا يخشون خطر التمرد الدائم المحتمل. يوفر الكتاب نظرة عميقة على هذه الظاهرة، مظهراً إياها كما لو كانت عبارة عن مصغر للانقسامات والاحتجاجات في مجتمعنا الواسع. ويشير إلى الهرمية الشديدة والانقسامات الاجتماعية العميقة بين الطاقم وقادتهم، والبؤس والملل الناتج عن العمل الشاق جداً وقلة النوم، والتهديد المستمر بالموت جراء الغرق، أو المرض، أو العدو، والتي كثيراً ما تؤدي إلى انهيار فوضوي لأي مظهر من مظاهر الاستقرار أو النظام في البحر.
يتناول الكتاب أشهر التمردات في التاريخ البحري، بما في ذلك التمرد الشهير على متن “باونتي” في عام 1787، الذي حظي بشهرة أسطورية بفضل هوليوود، ولكن يصفه وودمان هنا بأنه مجرد “جرو” بين التمردات. وعلى الرغم من التصوير العادي، إلا أن الكابتن بلايغ لم يكن طاغية أو متعذب – بينما كان بيجوت من هرميوني طاغياً ومعتوهاً، وربما كان طاقمه مبرراً في إلقائهم به في البحر. يقدم وودمان وجهة نظر بحار إلى هذا التاريخ المثير، الذي يمتد من التعامل الناجح لماجلان مع انتفاضة وقعت في رحلته الكبرى للاكتشاف في عام 1519، إلى “الجرائم القذرة” التي أصبحت عليها التمردات بنهاية الحرب العالمية الثانية.
وبهذا، يقدم الكتاب رؤية شاملة ومتعمقة لظاهرة التمرد في عالم البحارة، ويعزز فهمنا لتلك الظروف القاسية التي عاشها البحارة عبر التاريخ.