تاريخ منتخب البرتغال في كأس العالم
يعد منتخب البرتغال أحد الفرق التي تشتهر بقوتها في كرة القدم على مستوى العالم، وذلك بفضل مجموعة من اللاعبين المميزين الذين أمتعوا جماهير كرة القدم بالعديد من اللحظات التاريخية في البطولات الكبرى. منذ مشاركته الأولى في كأس العالم، أثبت المنتخب البرتغالي أنه منافس قوي على الساحة الدولية، رغم أن المنتخب لم يكن من بين القوى الكبرى في عالم كرة القدم في بداية مشاركاته. في هذا المقال، سنتناول تاريخ منتخب البرتغال في كأس العالم، من بداياته المتواضعة إلى أبرز إنجازاته.
البداية: المشاركة الأولى في 1966
تاريخ منتخب البرتغال في كأس العالم يعود إلى عام 1966، عندما شارك الفريق لأول مرة في البطولة التي أقيمت في إنجلترا. كانت هذه المشاركة بمثابة انطلاقة تاريخية للبرتغال في الساحة الدولية. في تلك البطولة، قدم المنتخب البرتغالي أداءً مذهلاً، حيث تمكن من الوصول إلى الدور نصف النهائي، الذي كان خطوة غير متوقعة بالنظر إلى قلة الخبرة الدولية لدى الفريق.
ومع أداء متميز من لاعبه الشهير أوزيبيو، الذي كان هداف البطولة وأحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم البرتغالية، تمكن المنتخب من الفوز بالمباريات المهمة في طريقه إلى النهائي. في المباراة النهائية، خسر الفريق البرتغالي أمام المنتخب الإنجليزي 2-1، ليحقق بذلك المركز الثالث، وهو إنجاز مذهل في أول مشاركة له.
كان المنتخب البرتغالي في تلك البطولة مزيجًا من اللاعبين ذوي المهارات الفردية العالية والتكتيك الجيد، وكان أوزيبيو أبرز النجوم الذين لمعت أسماؤهم في سماء كرة القدم العالمية.
الخيبات والانتكاسات: 1970 – 2002
على الرغم من الأداء الرائع في أول مشاركة له، لم تتمكن البرتغال من الحفاظ على نفس المستوى في بطولات كأس العالم التالية. في بطولة كأس العالم 1970 التي أقيمت في المكسيك، فشل المنتخب البرتغالي في التأهل إلى الأدوار المتقدمة، وهو ما كان بمثابة خيبة أمل للجماهير البرتغالية.
ثم جاء كأس العالم 1986 في المكسيك، حيث قدم المنتخب البرتغالي أداءً ضعيفًا ولم يتمكن من التأهل إلى دور الـ16. كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات، حيث شهدت تغييرات في الفريق، وافتقارًا للاستقرار الفني والإداري.
في كأس العالم 2002، التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، عادت البرتغال لتجذب الأنظار مرة أخرى. وكان المنتخب تحت قيادة المدرب لويس فيغو، الذي كان أحد أبرز اللاعبين في تلك الحقبة، إلا أن الفريق لم يتمكن من تجاوز دور المجموعات، مما شكل صدمة كبيرة لعشاق كرة القدم البرتغالية.
الصحوة: 2006 – الوصافة في ألمانيا
كان كأس العالم 2006 الذي أقيم في ألمانيا نقطة تحول كبيرة في تاريخ منتخب البرتغال. بعد فترة طويلة من الإخفاقات، استطاع المنتخب البرتغالي العودة إلى الأضواء بأداء رائع على مستوى البطولة. في هذا العام، كانت البرتغال تحت قيادة المدرب لويس فيليب سكولاري، الذي أعاد بناء الفريق وجعل منه منتخبًا قويًا.
تألق المنتخب البرتغالي في هذه البطولة بفضل مجموعة من اللاعبين الموهوبين مثل كريستيانو رونالدو، ومانيش، ولويس فيغو، وريكاردو كارفاليو. وصلت البرتغال إلى نصف النهائي، حيث واجهت المنتخب الفرنسي في مباراة مثيرة انتهت بخسارة البرتغال 1-0. بالرغم من الخروج في نصف النهائي، إلا أن البرتغال حققت إنجازًا تاريخيًا بحصولها على المركز الثالث، وذلك بفوزها على ألمانيا في مباراة تحديد المركز الثالث.
الجيل الذهبي: 2010 – 2018
كان عام 2010 بداية مرحلة جديدة للمنتخب البرتغالي بقيادة المدرب الجديد كارلوس كيروش. في كأس العالم 2010 الذي أقيم في جنوب أفريقيا، فشل المنتخب في تقديم الأداء المتوقع رغم وجود العديد من اللاعبين البارزين. خرج الفريق في دور الـ16 بعد خسارته أمام المنتخب الإسباني، الذي فاز بالبطولة في نهاية المطاف. كانت هذه المشاركة بمثابة عودة إلى دوامة الإخفاقات بعد الإنجاز الكبير في 2006.
ومع بداية كأس العالم 2014 في البرازيل، كانت البرتغال تأمل في تحقيق نتائج أفضل. ومع كريستيانو رونالدو، اللاعب الذي أصبح أيقونة كرة القدم البرتغالية، كانت التوقعات عالية. ومع ذلك، خرج الفريق البرتغالي مبكرًا من البطولة بعد أن قدم أداء غير ثابت. في كأس العالم 2018، قدم المنتخب البرتغالي أداء قويًا في الدور الأول، ولكنه خرج من البطولة في دور الـ16 بعد خسارته أمام المنتخب الأوروجوياني بهدفين.
الإنجاز الأكبر: كأس الأمم الأوروبية 2016
بالرغم من أن منتخب البرتغال لم يحقق اللقب في كأس العالم بعد، إلا أن إنجازه في كأس الأمم الأوروبية 2016 في فرنسا يعد أحد أروع لحظات التاريخ الكروي للبرتغال. تحت قيادة المدرب فرانسيسكو سانتوس، تمكن المنتخب البرتغالي من تحقيق فوز تاريخي بالبطولة الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه. ورغم الأداء المتذبذب في المباريات، تمكن الفريق من الحصول على لقب البطولة بعد فوزه على فرنسا في النهائي 1-0 بعد التمديد.
كما لعب كريستيانو رونالدو دورًا كبيرًا في تحقيق هذا الإنجاز، رغم أنه غادر المباراة النهائية بسبب إصابة. وكانت هذه البطولة بمثابة تتويج لجهود المنتخب البرتغالي الذي كان دائمًا يعتبر من الفرق القوية ولكن لم يتمكن من تحقيق الألقاب الكبرى.
الآمال المستقبلية: كأس العالم 2022 وما بعده
مع تقدم كريستيانو رونالدو في السن، كان الأمل في كأس العالم 2022 في قطر يتجه نحو الجيل الجديد من اللاعبين مثل برونو فيرنانديز، وديوغو جوتا، ورافايل لياو. كانت البرتغال واحدة من الفرق التي تمتلك مزيجًا جيدًا من الخبرة والشباب، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى أبعد من الدور ربع النهائي في البطولة، حيث خسرت أمام المغرب في مفاجأة تاريخية.
كانت تلك البطولة بمثابة خطوة مهمة نحو المستقبل، مع وجود العديد من النجوم الشباب الذين يُتوقع لهم أن يقودوا المنتخب في البطولات القادمة.
الختام: المنتخب البرتغالي في كأس العالم
على مدار تاريخ كأس العالم، قدم منتخب البرتغال أداءً ملحوظًا وأثبت أنه دائمًا ما يكون منافسًا قويًا على الساحة العالمية. ومن خلال جيل من اللاعبين الموهوبين على رأسهم كريستيانو رونالدو، وأوزيبيو، ولويس فيغو، أظهر الفريق البرتغالي إمكانيات كبيرة في العديد من البطولات. ورغم أن الفريق لم يتمكن من الفوز بكأس العالم، إلا أن إنجازاته، مثل الوصول إلى نصف النهائي في 2006، والمركز الثالث في 1966، بالإضافة إلى فوزه بكأس الأمم الأوروبية 2016، تجعل من البرتغال أحد الفرق البارزة في تاريخ كرة القدم العالمية.
ومع الجيل الشاب الحالي، تبقى الآمال معقودة على منتخب البرتغال لتحقيق الإنجازات في البطولات القادمة، ربما في كأس العالم 2026 أو في أي من البطولات المستقبلية.
