يعتبر كتاب “The Perreaus and Mrs. Rudd: Forgery and Betrayal in Eighteenth-Century London” من الأعمال الفريدة والمميزة التي تقدم للقارئ نافذة تاريخية إلى عقد الثمانينات من القرن الثامن عشر في لندن. يتناول الكتاب القضية المثيرة للتزوير التي تم اكتشافها في لندن في عام 1775، والتي تجسدت في حادثة Perreau-Rudd. تشبه هذه القضية في حماسها وغموضها وخداعها قضايا مثل Martin Guerre و O.J. Simpson، حيث شغلت انتباه الجمهور الذي كان يتوق للأحداث المثيرة.
القصة تعكس القلق العميق الذي كان يسود هذه الفترة من رأس المال الإنجليزي، وتعتبر القضية بمثابة مصدر لفهم تطلعات ومخاوف وتحيزات تلك الفترة. يتنوع الكتاب بشخصيات مألوفة مثل جون ويلكس، الملك جورج الثالث، لورد منسفيلد، وجيمس بوسويل. يظهر الكتاب كمنارة تكشف عن آمال ومخاوف وتحيزات تلك المجتمع.
الحادثة نفسها، والتي كانت تعتبر جريمة قتل، تم اكتشافها عند اعتقال الأخوين التوأم روبرت ودانيال بيرور بتهمة محاولة التفاوض على سند مزور. في جلسة المحكمة، اتهم كلا الأخوين عشيقة دانيال، مارغريت كارولين رود، بكونها المسؤولة عن الجريمة.
أثناء فترة المحاكمة، التي تزامنت مع تقارير عن نزاعات في المستعمرات الأمريكية في ليكسينغتون وكونكورد، كانت تنافس بنجاح على المساحة في الصحف. خلال الفترة من مارس حتى يناير التالي، لم يتحدث الناس إلا عن مصير الأخوين بيرو ومحاكمة السيدة رود المقبلة. وقد قدم المشاركون قصصًا مختلفة بشكل مدهش ورسموا صورًا متباينة تمامًا لأنفسهم.
شغلت وسائل الإعلام بالكتابة عن القضية، وكانت الصحف مليئة برسائل من مراسلين مهتمين أو غاضبين. كانت الجمهور، الذي كان متقسمًا بشكل عميق حول من كان الذي ارتكب الجريمة، يعاني من دلائل تشير إلى أن العدل قد يكون ملتويًا، وأنه قد لا يكون من الممكن تحديد الصواب والخطأ.
بينما يركز العديد من الدراسات على العقد الذي يلي العقد السابع عشر بصلة بالقلق الإمبراطوري وتأثيره على المؤسسات السياسية، يقدم هذا الكتاب لوحة مختلفة لتلك الفترة، حيث يجعل قضية مشهورة بمثابة نقطة الدخول. يتميز الكتاب بالبحث الشامل والعرض الرائع، حيث يقدم إطارًا حيًا للحياة في لندن ومؤشرًا لتتبع تيارات المجتمع المتغيرة في تلك الفترة.