“تاريخ علم الجمال: من خلال الفلسفة والنقد والفن” للكاتب ريمون باير، يمثل عملًا مميزًا كان من المقرر أن يرى النور قبل عدة سنوات، لكن الظروف القاهرة حالت دون ذلك، إلا أننا اليوم نرى هذا الكتاب يتوافر أمام القارئ العربي بفرح واعتزاز. يُعتبر هذا الكتاب ترجمة عربية كاملة ودقيقة، ويُذكر بأنها أنجزتها الدكتور ميشال عاصي والدكتور ميشال سليمان، اثنان من الباحثين المتميزين، للكتاب الموسوعي “تاريخ علم الجمال” لريمون باير، الذي يشغل منصب أستاذ مادة الجمالية في جامعة السوربون-باريس.
تتجاوز محتويات “تاريخ علم الجمال” حدود المجردة الفلسفة لتدخل عوالم الفن والنقد والفكر، حيث تتناول العديد من الجوانب المرتبطة بالجمال وتتسلل إلى عوالم الرموز والأسماء والتيارات والمراحل والاتجاهات. يعود تاريخ الجمالية المقدم هنا إلى تأريخ الجماليين ذاتهم، ويستكشف النظريات والأفكار والقيم التي رافقتهم عبر العصور، مما يتيح للقارئ فرصة التأمل العميق في الفن والجمال عبر الزمان.
يُعتبر هذا الكتاب مرجعًا هامًا في اللغة العربية، وقد تمت ترجمته بجهد وأمانة وتعمق كبيرين، مما جعله يحقق مكانته بين القراء العرب، سواء كانوا طلابًا يدرسون الجمالية أو باحثين يبحثون في عمق هذا المجال، وحتى المهتمين بالفن والثقافة. ينفتح الكتاب على قلوب وعقول القراء، مما يجعله مادة قيمة في زمن تكتسب فيه الثقافة أهمية كبيرة، كما كان يقول مرة الراحل ميشال عاصي: “ثقافة مبحرة مع الحياة”.
يتألف الكتاب من 606 صفحة، وتم نشره في عام 2017 عن طريق دار النشر والطباعة عويدات، ويأتي بغلاف كرتوني، مصنفًا تحت فئة الفلسفة، تحديدًا في فلسفة العلوم.