في كتاب “God’s Chinese Son: The Taiping Heavenly Kingdom of Hong Xiuquan” الذي ألفه جوناثان د. سبنس، نُقلنا إلى الصين في عام 1837، حيث يتسلق هونغ إلى السماء، وهناك يُكلَّف من قِبَل الله، والده السماوي – الذي يرتدي ثوب التنين الأسود وقبعة ذات حافة عالية، حيث تكاد فمه يختفي تحت لحيته الذهبية الفاخرة – بقتال شياطين الشياطين التي تضل الناس على وجه الأرض. زعيمهم هو يان لو، ملك الجحيم، التنين الشيطاني للبحر الشرقي. يخوض هونغ معركة في السماء، مُسلَّحًا من قِبَل والده بالسيف والخاتم، ومساعدًا من شقيقه الأكبر، يسوع. عندما يعود إلى قريته في جنوب الصين، يقرر مواصلة النضال ضد الشر الذي يلوث الإنسانية. يدرك نفسه أنه الشقيق الأصغر ليسوع المسيح، ابن الله الصيني.
الانتفاضة التايبينج، التي قادها هونغ شيوكوان، كانت حركة رهيبة ذات طابع ألفي، وفي صعودها وسقوطها العنيفين بين عامي 1845 و1864، دفعت على الأقل عشرين مليون صيني بحياتهم. خلال هذا الصراع، نجحت التايبينج في قلب سلطة السلالة الحاكمة التشينغ في منطقة واسعة في جنوب الصين. حكمت التايبينج هذه المنطقة باعتبارها مملكتها السماوية من مقرها في نانجينج لمدة إحدى عشرة سنة، حتى تم التغلب عليها في كارثة ناتجة عن القوات التشينغ والغربية، حيث تحولت سفر الرؤيا إلى تاريخ.
في هذا العمل الرائع لفن المؤرخ، يقدم جوناثان سبنس تاريخًا يمتاز بالتفاصيل الحميمة والمدى الواسع. ندخل عالم حلم هونغ شيوكوان الحماسي حيث يلتقي بعائلته السماوية. نشاهد التعذيب الذي ينتظر الخطاة الأرضيين في جحيم الملك يان لو. نشعر بقلق الغربيين الذين يعيشون حياة مقيدة على هامش الصين التي لا يفهمونها. إنها صين من غير استقرار هائلة، يحكمها سلالة في انحدار، يتعرضون فيها لهجمات القراصنة واللصوص في المناطق التي خارج نطاق حكومة البلاد، مضطرين لاستقبال تجار الغرب والذين يحثونهم على قبول الأفيون، والمبشرين الغربيين على قول كلمة الله، وتجار الأسلحة على تقديم أحدث أسلحة الثورة الصناعية. تشتعل حركة هونغ هذه الوضع الحساس، ويتم التقاط النتيجة على لوحة تصوير مذهلة تتضمن جيوشًا تتصارع، وتوغلات استراتيجية جريئة، وحصارات طويلة ومميتة. إنها قصة بقوة تاريخية ذات تردد ملحوظ في الوقت الحالي.