في روايته الأولى بعنوان “تاركًا كاتيا”، يقدم الكاتب بول غرينبرغ رؤية فريدة وعميقة في مواجهة بين القسوة التجريبية لأمريكا والرومانسية الكبيرة لروسيا، في قصة حب تعقدت بسبب الثقافة. تبدأ القصة بلقاء دانيال وكاتيا في ليلة بيضاء على نهر نيفا، حيث يتساءل دانيال باستمرار: “هل كاتيا جذابة أم مجرد سوفيتية؟” يشك في غريزته، يتسائل عما إذا كانت المرأة الغامضة التي وقع في حبها في لينينغراد هي حب حياته أم جزء آخر من ما يسميه والده بـ “المرحلة الروسية”.
قبل أن يتمكن دانيال من فحص جميع الأصوات المتنافسة في رأسه، تتجاوزه الأحداث. يسقط الاتحاد السوفيتي، ويعود إلى منزله في نيويورك، وتصل كاتيا لزيارة محملة بكل ممتلكاتها العالمية. تتحول سحرهما الروسي إلى تحديات البقاء على قيد الحياة – والبقاء معًا – في نيويورك. بدون طموحات خاصة، يجد دانيال نفسه متزوجًا في ثقافة اللاجئين الروس، معزولًا عن أصدقائه، ومنبوذًا عن ذاته الحقيقية.
تقدم رواية بول غرينبرغ رحلة غير تقليدية وأحيانًا سريالية، تأخذ القارئ في جولة مؤثرة في أعماق لغز العلاقات بين الرجل والمرأة. يستكشف الكاتب ببراعة تأثير الثقافة والسياق الاجتماعي على التفاعلات الإنسانية، وكيف يتطور الحب في مواجهة التحولات الكبيرة والتغيرات الثقافية. تاركًا كاتيا تعتبر إضافة قيمة إلى أدب الرومانسية والخيال، حيث تعكس بشكل مؤثر تداخل العواطف والهويات في عالم متغير بسرعة.