في كتابه المميز بعنوان “شيعة العراق”، يأتي “مركز المسبار” برؤية تؤكد على أهمية وضع إرادة المعرفة في مواجهة إرادة الإيديولوجيا والهيمنة والتعصب. يتناول الكتاب بعمق وتأمل مسألة مشهد الطائفية الذي يشتعل في العراق والمنطقة بأسرها، ويقدم نقدًا لاذعًا للإجابات الجاهزة التي تندرج ضمن الصور النمطية، سواء كانت طائفية أم دينية.
يبرز الكتاب بشكل فعّال قدرة المؤلف على التخلص من التصوّرات المحدودة والمسجونة داخل إطار النماذج النمطية. يعكس الكتاب توجيهًا لتفادي الوقوع في الفخاخ الفكرية المتعلقة بتصوّرات الآخر، سواء كانت هذه التصوّرات طائفية أم دينية.
يشدد “مركز المسبار” على أهمية التفكير المتقدم والتفحص العميق، حيث يتجاوز حدود الرد النمطي ويقدم رؤية مستفيضة تتناول الأبعاد الدينية والثقافية والاجتماعية للمشهد العراقي. يتألق الكتاب بأسلوب كتابي رصين وسلس، يسهم في توفير فهم أعمق وأوسع للموضوع.
تعتبر صفحات الكتاب، التي تبلغ 240 صفحة، منصة لتقديم تحليل دقيق وموثوق، حيث يتميز بتوجيه القارئ نحو التأمل والتفكير النقدي. صدر الكتاب في عام 2012 عن دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، ويأتي ضمن فئة الكتب الإسلامية، بتصنيف خاص يركز على الحركات والمذاهب.
تتيح الغلاف الكرتوني للكتاب أن يبرز بأناقة على رفوف المكتبات ويجذب انتباه القارئ المهتم بالبحث عن رؤى فكرية متقدمة ومتعددة الأبعاد حول مسألة شيعة العراق. في ختام القراءة، يظل هذا العمل الفريد إضافة قيمة لمكتبة كل من يسعى لفهم أعماق الأحداث والتحولات في المشهد الديني والثقافي في المنطقة.