في كتابه الممتع والمثير بعنوان “الدعوى بين الفقه والقانون”، يقدم الكاتب محمد البدارين نظرة شاملة وعميقة إلى أحد أهم المفاهيم التي تحكم حياة الإنسان واستقرار المجتمعات، وهي مفهوم العدل. يستعرض البدارين في صفحاته الـ384 كيف يشكل العدل الأساس الذي يستند إليه الملك، وكيف يتفاعل مع الأنظمة القانونية والقضائية.
تبدأ رحلة الكتاب بفهم العدل كمبدأ أساسي في بنية المجتمعات الإنسانية، حيث يركز البدارين على أهمية العدل في تحقيق استقرار الحياة الاجتماعية. يشير الكاتب إلى أن فقدان العدل يجعل حياة الناس مشابهة للغابة، حيث يعيش الإنسان في حالة من عدم الأمان وعدم الاستقرار، ويصبح ممتلكاً للتهديدات المحتملة.
وفي سياقه الراقي، يسلط البدارين الضوء على طبيعة الإنسان الاجتماعية، مؤكداً على أهمية العلاقات التي يبنيها الإنسان مع الآخرين. يتحدث عن كيفية تداول المعاملات والخصومات والتظالمات في إطار هذه العلاقات، ويبرز كيف يتعامل الفرد مع هذه التحديات داخل السياق الفقهي والقانوني.
يتناول الكتاب بعناية فائقة العلاقة بين الفقه والقانون، حيث يقوم البدارين بتسليط الضوء على كيفية تكامل هاتين الجوانب في تحقيق العدالة. يقدم تحليلاً عميقًا لكيفية تأثير الفقه في صياغة القوانين وتحديدها، وكيف يمكن للقانون أن يعزز أو يقوض المفاهيم الفقهية المتعلقة بالعدالة.
يعكس الكتاب رؤية مميزة حول موضوع التشريع، ويعزز فهمنا لكيفية تشابك الأفكار والمفاهيم في سياق يجمع بين الأبعاد الفقهية والقانونية. يتألق البدارين في تقديم محتوى قيم وفريد، مما يجعل هذا الكتاب لا غنى عنه للباحثين والمهتمين بفهم العلاقة بين الفقه والقانون، وخاصة فيما يتعلق بالكتب الإسلامية.