معرفة المزيد حول سيارة فورد موديل T التي تم إنتاجها في الفترة من 1908 إلى 1927 يعطينا نظرة عميقة إلى تطور الصناعة السيارية والتأثير الكبير الذي كان لها في تشكيل فهمنا للسيارات. يعتبر هذا الموديل من الطراز القديم جزءًا لا يتجزأ من تاريخ السيارات، حيث تم انتخابه كسيارة القرن في عام 1999 من قبل لجنة دولية.
تتميز سيارة فورد موديل T بعدة جوانب فريدة، بدءًا من تصميم هيكلها الخارجي كـ “Convertible” وتصنيفها كـ “Roadster & Convertible”، مما يعكس الروح الرياضية والقابلية للتحويل التي كانت تميز هذا الطراز. تم إنتاجها خلال السنوات الأولى لصناعة السيارات، حيث كانت تاريخية في استخدامها لخطوط الإنتاج الآلية وأسلوب الإنتاج الذي غيّر مفهوم صناعة السيارات.
قبل أن يصبح موديل T أيقونة للسيارات الرخيصة والميسورين، كانت تمتاز ببساطة هيكلها، حيث كانت تعتمد على شاسيه مستقيم ذو قاعدة عجلات قصيرة وارتفاع أرضي مرتفع. كانت معظم النماذج تأتي بأربع أبواب، وكانت الكابينة عبارة عن حوض واحد بأبواب، وكان يتم تثبيته على الشاسيه بعد تركيب المحرك.
تاريخيًا، كانت سيارة فورد موديل T محركًا للتحول في مختلف المجالات. ليس فقط كانت وسيلة نقل عادية، بل تحولت أيضًا إلى جرارات لسحب المحراث، وسيارات إطفاء، وزلاجات ثلج مع مسارات في الجزء الخلفي وزلاجات في الجزء الأمامي، وحتى كنيسة متنقلة.
فيما يتعلق بالمحرك، كانت سيارة موديل T تعتمد على محرك L4 بسعة 2878 سم مكعب، يولد قوة تصل إلى 15 كيلوواط عند 1800 دورة في الدقيقة، مما يعكس قوة حصان تصل إلى 20 حصانًا. كما كانت تستخدم نظام الوقود الكربوريتوري وتعمل بالبنزين.
بالنسبة للأداء، كانت تصل سرعتها القصوى إلى 42 ميلا في الساعة (68 كم/س)، وكانت تعتمد على نظام دفع على العجلات الخلفية وصندوق تروس يدوي بسرعتين.
على الرغم من القيود المفروضة في اللون في الفترة الأولى، حيث أعلن هنري فورد في عام 1909 أن أي عميل يمكنه الحصول على سيارة بلون يختاره، شريطة أن يكون اللون أسود بسبب سرعة جفافه في ذلك الوقت، إلا أن اللون الأسود لم يظهر إلا بعد عام 1913.
يمثل موديل T بمثابة رمز للفترة الذهبية لصناعة السيارات، حيث جسدت السيارة ليس فقط وسيلة نقل، وإنما نمط حياة وفلسفة جديدة، وتجسيدًا للعدالة الاجتماعية في عالم السيارات.